كتب : دينا كمال -العرب نيوز اللندنيه
التدخين يسبب أضرارًا خطيرة للعين ويهدد بفقدان البصر
يُعد التدخين بجميع أنواعه، سواء كان مباشرًا أو سلبيًا أو حتى إلكترونيًا، من أكثر العادات المسببة للأمراض الخطيرة، وعلى رأسها السرطان. لكن أضراره لا تتوقف عند ذلك، إذ يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تلف أنسجة العين والتأثير على الإبصار، وفقًا لموقع “Very Well Health”.
العلاقة بين التدخين وتلف العين
تتسرب المواد الكيميائية السامة الموجودة في دخان السجائر إلى مجرى الدم، مما يُلحق الضرر بالأنسجة الدقيقة في شبكية العين وعدستها والبقعة الصفراء. هذا الضرر يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مثل الضمور البقعي والمياه الزرقاء، والتي قد تسبب فقدانًا دائمًا للبصر.
كما يرفع النيكوتين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية الدقيقة داخل العين، وهو ما قد يسبب تراكم السوائل في الشبكية وتلف العصب البصري وزيادة خطر الإصابة بالجلوكوما والتنكس البقعي المرتبط بالعمر.
حتى بعد الإقلاع عن التدخين، قد يظل الغشاء القاعدي للشبكية متضررًا، وتبقى الأوعية الدموية الدقيقة مقيدة، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات أسفل الشبكية وتطور الضمور البقعي الجاف إلى النوع الرطب الأكثر خطورة.
وتشير الأبحاث إلى أن الوراثة مسؤولة عن نحو 70% من حالات الضمور البقعي المرتبط بالعمر، بينما يزيد التدخين من احتمالات الإصابة به لدى من لديهم استعداد وراثي. وتُظهر بيانات جمعية البقعة الصفراء أن ثلث الحالات ناتج عن تفاعل بين العوامل الوراثية والتدخين.
كذلك قد يتسبب تدخين السجائر في تلف سطحي للعينين، كما يمكن أن تتلوث العدسات اللاصقة بالقطران والنيكوتين، مسببة حرقة وجفافًا وتهيّجًا مستمرًا قد يؤدي إلى إعتام العدسة أو التهاب القزحية.
طرق حماية العين من مخاطر التدخين
أفضل وسيلة للحفاظ على صحة العين هي التوقف التام عن التدخين، إذ يمكن للإقلاع في أي مرحلة عمرية أن يقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بأمراض العين. وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بإجراء فحوصات دورية للعين سواء كنت مدخنًا أو أقلعت مؤخرًا.
غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل الأولى من الضمور البقعي، لذلك يُنصح بإجراء فحص شامل للعين مرة سنويًا لاكتشاف أي مشكلات في وقت مبكر.
ولتعزيز صحة العين مع التقدم في العمر، يُستحسن تناول نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه المليئة بمضادات الأكسدة، مع ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول ضمن المعدلات الطبيعية.


