كتب : يسرا عبدالعظيم
البيان الختامي لقمة الدوحة: رفض موحّد للعدوان وسياسات إسرائيلية واستنهاض للعمل العربي-الإسلامي
انعقدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الدوحة اليوم، على خلفية الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت حيًا سكنيًا في العاصمة القطرية ضمن ضربة موجهة لقياديين من حركة حماس. وقد صدر مشروع البيان الختامي الذي يعكس موقفًا موحدًا قويًا من الدول المشاركة، محتويًا على بنود متشددة تجاه السياسات الإسرائيلية، مع دعوات واضحة للعمل على وقف التدهور في حالة حقوق الإنسان والسلام الإقليمي.
أبرز ما يتضمنه مشروع البيان
من البند المبدئي إلى التحذير من المخاطر، المجالات التي تناولها البيان تشمل:
إدانة العدوان على الدوحة: وصف الضربة الإسرائيلية بأنها انتهاك لسيادة قطر والقانون الدولي، واعتبارها عملًا استفزازيًا يعبّر عن تجاهلٍ للترتيب الدبلوماسي والوساطة القائمة.
رفض محاولات التهجير القسري الفلسطيني: البيان المسوَّد يرفض أي إجراءات لتهجير الفلسطينيين تحت أي ذريعة، ويندد بالمخططات التي تُعد فرضًا لواقع جديد في الأراضي المحتلة.
التحذير من ضم الأراضي المحتلة: التشديد على أن أي خطوة إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية أو القدس أو أي أرض محتلة ستُعتبر انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وللشرعية الدولية.
دعوات للعمل الدولي والعقوبات: نص البيان المسوَّد على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي، ليس فقط بالإدانة الكلامية، بل باتخاذ إجراءات قانونية فعالة، بما في ذلك خيارات اقتصادية ودبلوماسية، لردع السياسات الإسرائيلية، وإنهاء الإفلات من العقاب.
تحية لإعلان نيويورك ومسار حل الدولتين: الترحيب بإعلان نيويورك الذي يدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كإطار للسلام العادل.
السياق الذي ظهرت فيه القمة
الغارة الإسرائيلية على الدوحة (9 سبتمبر 2025)، استهدفت بيتًا يُقال إنه يضم قياديين فلسطينيين، في الوقت الذي كانوا يناقشون اقتراحًا وسطيًا للتهدئة؛ الأمر الذي أثار احتجاجات في الدوحة والعديد من الدول العربية والإسلامية.
القمة طُرِحت كمنصة للتضامن العربي الإسلامي مع قطر، وأيضًا كفرصة لإظهار موقف جماعي من السياسات الإسرائيلية التي تُعتبرها الدول المشاركة مهددة للاستقرار الإقليمي ومسار التسوية السلمية.
البيان يمثل تسريعًا للموقف الخليجي والعربي من السياسات الإسرائيلية، خصوصًا بعد حادثة الدوحة، ويُظهر رغبة في تجاوز الدبلوماسية التقليدية إلى خطوات معبرة يمكن أن يكون لها وقع ملموس.
رغم قوة اللغة والتنديد، تعلم التجارب السابقة أن مثل هذه البيانات غالبًا ما تفتقر إلى إجراءات تنفيذية قوية، خاصة في ظل التباين في المصالح بين الدول العربية والإسلامية، وضغوط التحالفات الدولية.
البيان يعكس أيضًا محاولة لربط القضيتين: الوضع في غزة/الضفة مع الإجراءات التي تراها الدول العربية خطوات مهددة لمسار السلام والتسوية، ومحاولة استعادة المبادئ الأساسية التي رفضتها أو خضعتها السياسة.
قد يزيد البيان من الضغوط الدولية على إسرائيل، ومن ثم يُسهم في حشد مؤيدين دوليين لمساءلتها قانونيًا أو دبلوماسيًا.
يمكن أن يُستخدم البيان كذريعة من بعض الدول لتجميد العلاقات أو مراجعة التطبيع، خاصة من كانت لديها علاقة تضغطها الأحداث الأخيرة.
كما أن التهديدات والاصطفاف قد تؤدي إلى مزيد من التوتر، وربما تصعيد إذا لم تُتبع الإجراءات بكلمات قوية تستطيع أن تُترجم إلى تأثير عملي.


