كتب : دينا كمال
“أوبن آيه آي”: طلبات صينية لاستخدام ChatGPT في تطوير أدوات رقابة
ذكرت شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن آيه آي» في تقرير صدر الثلاثاء، أن بعض المستخدمين الذين يُعتقد أنهم مرتبطون بجهات حكومية صينية طلبوا من روبوتها ChatGPT المساعدة في إعداد مقترح لتصميم أداة رقابة واسعة النطاق، إلى جانب المساعدة في الترويج لأداة أخرى تُستخدم لرصد حسابات التواصل الاجتماعي بحثًا عن “خطاب متطرف”.
وأوضحت الشركة أن التقرير يسلط الضوء على مخاطر استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز أساليب القمع والمراقبة.
وقال الباحث الرئيسي في «أوبن آيه آي»، بن نيمو، في تصريح لشبكة أميركية، إن هناك “اتجاهاً داخل الصين لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات واسعة مثل المراقبة والرصد”. وأشار إلى أن السلطات “تسعى الآن للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعل هذه العمليات أكثر دقة وكفاءة”.
وأضاف التقرير أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي تتسع، إذ يضخ الطرفان مليارات الدولارات في تطوير التقنيات المتقدمة. ومع ذلك، تُظهر النتائج أن هذه الأدوات تُستخدم أحيانًا من قبل جهات تابعة لدول في مهام يومية مثل تحليل البيانات أو تحسين النصوص، وليس فقط في الابتكارات التكنولوجية الكبرى.
وفي إحدى الحالات، أشار التقرير إلى أن مستخدمًا يُرجّح ارتباطه بكيان حكومي صيني طلب من «شات جي بي تي» المساعدة في إعداد مقترح لتحليل تحركات السفر وسجلات الشرطة للأقليات الأويغورية وغيرهم ممن يُعتبرون “عاليي الخطورة”.
كما بيّن التقرير أن مستخدمًا آخر باللغة الصينية طلب من الأداة نفسها إعداد مواد ترويجية لتطبيق يُستخدم لفحص محتوى منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس وفيسبوك بحثًا عن مواضيع سياسية أو دينية. وأكدت «أوبن آيه آي» أنها قامت بحظر المستخدمين المعنيين.
وأشار التقرير إلى أن قراصنة من روسيا وكوريا الشمالية والصين استخدموا ChatGPT لأداء مهام مثل تحسين البرامج الخبيثة أو صياغة رسائل تصيد إلكتروني أكثر إقناعًا.
وفي المقابل، أوضحت الشركة أن عددًا متزايدًا من المستخدمين يلجأون إلى ChatGPT للتعرف على محاولات الاحتيال قبل الوقوع ضحية لها، مشيرة إلى أن استخدام المنصة للكشف عن الاحتيال يفوق بثلاثة أضعاف استخدامها في عمليات الاحتيال نفسها.
ورداً على تساؤلات حول استخدام الجيش أو وكالات الاستخبارات الأميركية للأداة في عمليات القرصنة، اكتفت الشركة بالتأكيد على التزامها بسياسة دعم الأنشطة الديمقراطية.
من جانبها، أعلنت القيادة السيبرانية الأميركية أنها ستواصل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مهامها الدفاعية والهجومية، بما في ذلك تطوير أدوات قادرة على استغلال الثغرات البرمجية في أنظمة الدول الأجنبية.


