من الملاريا إلى السل أوبئة داهمت العالم وأزهقت آلاف الأرواح
كتب د. علي سرحان
مرض السلّ هو داءٌ ناجمٌ عن جرثومة (اسمها المتفطّرة السلّيّة). في معظم الأحيان، يصيب هذا الداء الرئتيْن لكنّه قد يصيب أجزاءً أخرى من الجسم أيضًا.
أشارت منظمة الصحة العالمية عن وجود حصر بأعدادا كبيرة جراء إصابات جديدة بمرض السل كل ٣٤ ثانية وعلي ٱثر ذلك أحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السل في الرابع والعشرين من شهر مارس لتسليط الضوء على الحاجة المُلحّة إلى القضاء على السل، وهو أشد الأمراض المُعدية فتكًا في العالم. وموضوع حملة هذا العام .
أصدرت بيان من منظمة الصحة العالمية علي لسان الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط -في بيان أصدرته المنظمة “إن شخصا يصاب بالسل كل 34 ثانية، بينما يموت شخص آخر كل 6 دقائق. وهذا أمرٌ غير مقبول. إلا أنه بالإمكان تفادي حالات الوفاة هذه. فالسل مرضٌ قابلٌ للشفاء”.
لقد تم حصر أعداد المصابين بمرض السل خلال عام ٢٠٢٣ يبلغ ١.٢٥ مليون شخص (منهم 000 161 شخص من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري). وعلى صعيد العالم، فقد كان من المحتمل أن يصبح السل السبب الرئيسي للوفاة في العالم بسبب عامل معدٍ واحد، ولكن مرض فيروس كورونا (كوفيد-١٩) حل محله بعد ثلاث سنوات. كما كان السل السبب الرئيسي لوفاه المصابين بفيروس العوز المناعي البشري والسبب الأكبر للوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات.
إحصائيات السل العالمية:
عبء مرتفع: يعد السل أحد أهم الأمراض المعدية القاتلة في جميع أنحاء العالم. في كل عام، يصاب ملايين الأشخاص بمرض السل.
الوفيات: ويتسبب السل في عدد كبير من الوفيات على مستوى العالم. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص يموتون بسبب مرض السل كل عام.
المناطق المتضررة: يعد السل أكثر شيوعًا في المناطق ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، مثل أجزاء من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
يندرج القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 ضمن الغايات الصحية المحددة في أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة.
ما هو مرض السل :-
السل مرض معدٍ سببه أحد أنواع البكتيريا يصيب الرئتين في الغالب وينتقل عن طريق الهواء عندما يسعل المصابون به أو يعطسون أو يبصقون.
طرق الوقاية من السل وعلاجه:-
وتشير التقديرات إلى أن حوالي ربع سكان العالم قد أصيبوا ببكتيريا السل. وسوف تظهر الأعراض على نسبة تتراوح بين 5 و10٪ تقريباً من الأشخاص المصابين بعدوى بكتيريا السل في نهاية المطاف ويصابون بهذا المرض.
ولا يمكن للأشخاص المصابين بعدوى السل وغير المصابين بالمرض فعلاً نقله إلى الآخرين. ويعالج مرض السل في العادة بالمضادات الحيوية وقد يكون قاتلاً إذا لم يعالج.
وفي بعض البلدان، يُعطى لقاح عصيات كالميت غيران للرضع أو الأطفال الصغار من أجل الوقاية من مرض السل. ويحول اللقاح دون تعرض الأطفال للوفاة بسبب السل ويحميهم من الإصابة بأشكاله الخطيرة.
وفيما يلي بعض الاعتلالات التي يمكن أن تزيد خطر إصابة الشخص بمرض السل:
داء السكري (ارتفاع نسبة سكر الدم)
ضعف جهاز المناعة (بسبب فيروس العوز المناعي البشري أو الإيدز مثلاً)
المعاناة من سوء التغذية
تعاطي التبغ
تعاطي الكحول على نحو ضار.
أعراض مرض السل علي المصابين:-
لا يشعر المصابون بعدوى السل بالمرض وهم غير ناقلين للعدوى. وتصاب بمرض السل وأعراضه نسبة قليلة فقط من الأشخاص المصابين بعدواه، علماً بأن الرضع والأطفال أكثر عرضة لخطره.
ويصاب الفرد بمرض السل عندما تتكاثر البكتيريا في جسمه وتؤثر على مختلف أعضائه. وقد تكون أعراض السل خفيفة لعدة أشهر، لذلك يسهل نقله إلى الآخرين دون معرفة ذلك. ولا تظهر على بعض المصابين بمرض السل أية أعراض.
وتتمثل الأعراض الشائعة لمرض السل فيما يلي:
السعال المطول (أحيانا مع الدم)
آلام الصدر
الضعف
التعب
فقدان الوزن
الحمى
التعرق ليلاً.
وتتوقف الأعراض التي يبديها الناس على الموضع الذي يصيبه السل بعدواه في الجسم. ومع أن السل يؤثر في العادة على الرئتين، فإنه يمكن أن يؤثر أيضاً على الكليتين والدماغ والعمود الفقري والجلد.
طرق الوقاية من مرض السل:-
التمس العناية الطبية إذا ظهرت عليك أعراض مثل السعال المطول والحمى وفقدان الوزن غير المبرر، لأن العلاج المبكر للسل قد يساعد في وقف انتشار المرض ويُحسّن من فرصك في الشفاء.
اجرِ اختباراً لكشف السل إذا كنت معرضاً لخطره بشكل متزايد، من قبيل إصابتك بعدوى فيروس العوز المناعي البشري أو مخالطتك لأشخاص مصابين بالسل في منزلك أو مكان عملك.
يحول علاج الوقاية من مرض السل دون تطور العدوى إلى مرض. وإذا وصف لك هذا العلاج، فخذ المقرر العلاجي كاملاً.
تجنب مخالطة الآخرين، وارتداء الكمامة، وتغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس، والتخلص من البلغم والمناديل المستخدمة بصورة صحيحة.
التدابير الخاصة مثل أقنعة التنفس والتهوية مهمة للحد من العدوى في مرافق الرعاية الصحية وغيرها من المؤسسات.
تشخيص مرض السل:-
توصي منظمة الصحة العالمية (المنظمة) باستخدام الاختبارات التشخيصية الجزيئية السريعة كاختبار تشخيصي أولي لجميع الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات السل وأعراضه.
وتشمل اختبارات التشخيص السريع التي توصي بها المنظمة: مقايسات Xpert MTB/RIF وXpert MTB/RIF Ultra وTruenat. وتتميز هذه الاختبارات بدقة عالية في التشخيص وتؤدي إلى تحسّن كبير في الكشف المبكر عن السل والسل المقاوم للأدوية.
ويمكن استخدام اختبار التوبركولين الجلدي (TST) أو مقايسة إطلاق الإنترفيرون غاما (IGRA) أو الاختبارات الجلدية الأحدث القائمة على كشف المستضدات (TBST) لتحديد الأشخاص المصابين بالعدوى.
ويمكن أن يكون تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعددة وغيره من أشكال السل المقاوم للأدوية (انظر الفرع المعني بالسل المقاوم للأدوية المتعددة أدناه) والسل المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري تشخيصاً معقداً ومكلفاً.
عدد المشاهدات: 5