*لا للإحراج*
الكاتبة الأماراتية – أسماء الزرعوني
من عاداتنا السيئة أن بعضنا يتعمّد إحراج غيره أمام الناس، وعلى الملأ!
لا أدري ما الغرض؟!
لمَ لا تضع نفسك مكان المخطئ؟
“فكلّ ابن آدم خطاء” وجلّ من لا يسهو.
لا يوجد عُرف ولا دين يحثنا على الإحراج للآخر ..وكشف خطأه على العامة!
وكم وصّى ديننا بالستر والنصيحة في السر، وفي الأدب العربي الكثير من هذا.
ويقول قائلهم:
“تعمّدني بنصحِك بانفرادِ
وجنّبني النصيحةَ في الجماعة
فإنّ النّصح بين الناس نوعٌ
من التوبيخِ لا أرضى استماعه”
هذه المقدمة البسيطة كتبتُها قبل أن أدخل الموضوع الأساسي.
ما حصل أنني بالأمس نشرتُ مقالًا بعنوان “*النقش على الجدران* ” وبعد نشره اكتشفت أن به أخطاء، ليس لي ذنب فيها سوى أنني بعثت لمسؤول النشر النسخة غير المدققة، والسبب أنني حينها كنت في مراجعة طبية، فكان تركيزي مشتتًا.
ولا أحد يعرف ماذا يجري خلف كواليس كلّ واحد فينا،وإذ بمسؤول النشر يتصل – وكنت حينها في مستشفى- أتصل بي وهو يعتذر بأنه مسح المقال !
لذا أوجهها رسالة أخوية :
أرجو ممن انتقد المقال وعلى الملأ، ألا يطلق أحكاما بالضعف والخطأ قبل سؤال الكاتب أو تنبيهه على الخاص، خاصةً إذا كان كاتبًا متمرسًا ليس جديدا على ساحة الأدب والنشر.
فماذا يستفيد المرء من مثل هكذا تصرفات؟!!
لمَ لم تخبريني على الخاص كما تفعل الأخت النصوح مع أختها؟!
وكلنا بشر سنقع وكلنا ذاك الخطّاء.
أما أنا فكتاباتي قديمة وحديثة ما يقارب الثلاثين إصدارا، مُشاد بها من قِبل أهل الاختصاص ومثّلت الدولة في محافل محلية وعربية، وأدرج بعضها في مناهج الوزارة
وكما قال عليه الصلاة والسلام”*ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه* ”
فالرفق الرفق ما استطعتم إليه سبيلا.
عدد المشاهدات: 24