غزة تحت النار: حرب إبادة جماعية تُغرق القطاع في المجاعة والدمار والكارثة الإنسانية
خاص _طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
منذ السابع من أكتوبر 2023وغزة تشهد واحدة من أبشع حروب الإبادة الجماعية في العصر الحديث حيث شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا شاملاً أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين
وتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، طالت كل مناحي الحياة في القطاع المحاصر منذ سنوات.
ضحايا بالجملة وأرقام مرعبة
أسفرت الحرب عن استشهاد ما لا يقل عن 53000 فلسطينيًا، بينهم 18000 طفلًا 13000 امرأة وإصابة أكثر من 130000 شخصًا، فيما لا يزال أكثر من 11,000 مفقودًا تحت الأنقاض أو في الطرقات، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول اليهم.
وتشير التقديرات إلى أن 6% من سكان غزة إما استشهدوا أو فُقدوا خلال العدوان.
نَزوح متكرر وسط الجحيم
أجبر القصف المستمر أكثر من 85% من سكان القطاع (1.93 مليون نسمة) على النزوح القسري، كثير منهم تنقل أكثر من 10 مرات بحثًا عن الأمان، دون جدوى.
يعيش أكثر من 1.6 مليون نازح في خيام ومراكز إيواء مكتظة تفتقر لمقومات الحياة. مدينة رفح، التي كانت آخر الملاذات، تحوّلت لاحقًا إلى “صندوق موت” بعد اقتحامها.
مجاعة مدمرة وانعدام الأمن الغذائي
الحصار المحكم ومنع دخول الإمدادات الإنسانية تسبب في مجاعة مدمّرة:
نحو 96% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
أكثر من 495,000 شخص في المرحلة الخامسة (الكارثية) من الجوع.
3,500 طفل مهددون بالموت نتيجة سوء التغذية الحاد.
فقدان القدرة على تأمين رغيف الخبز أو مياه صالحة للشرب.
انهيار المنظومة الصحية بالكامل
العدوان استهدف المنظومة الصحية بشكل منهجي:
دُمّرت أو تعطلت 25 مستشفى من أصل 35.
أكثر من 1,000 من الكوادر الطبية استُشهدوا، واعتُقل العشرات.
نقص حاد في الأدوية، والمستلزمات الطبية، وخروج معظم المولدات الكهربائية عن الخدمة.
النساء يلدن في الخيام أو الشوارع، ومرضى السرطان والكلى والقلوب يموتون بصمت.
أزمة مياه وكهرباء خانقة
انقطاع الكهرباء بشكل شبه كامل.
تدمير شبكات المياه والصرف الصحي.
شرب المياه الملوثة أدى إلى انتشار أمراض خطيرة كالكوليرا، والإسهال الحاد، خاصة بين الأطفال.
لقصف والعمليات العسكرية
لم يسلم أي مكان في غزة من القصف، بما في ذلك:
المدارس، المساجد، الكنائس، المستشفيات، الملاجئ، والأسواق.
استخدام قنابل ضخمة، بعضها محرم دوليًا، في مناطق مكتظة.
استهداف مباشر للصحفيين والعاملين في المجال الإنساني (استشهاد 215 صحفيًا(.
تدمير 87 مكتبة وأكثر من 105 مؤسسة ثقافية.
دمار شامل للبنية التحتية والاقتصاد
تدمير آلاف المباني السكنية والبنى التحتية.
انهيار أكثر من 90% من المنشآت الصناعية.
ارتفاع الفقر إلى قرابة 100%.
انكماش الناتج المحلي بنسبة 86%.
إغلاق المعابر ومنع المساعدات
أغلقت قوات الاحتلال جميع المعابر ومنعت دخول المساعدات:
أكثر من 600,000 طن من الإمدادات الإنسانية تراكمت خلف معبري رفح وكرم أبو سالم.
منع خروج الجرحى للعلاج في الخارج.
وفاة العديد من المرضى نتيجة الانتظار أو تأخر الإخلاء الطبي.
الصفقات ومحاولات التهدئة
جرت عدة مفاوضات وهدن مؤقتة لم تصمد طويلًا.
أُنجزت صفقة تبادل محدودة أواخر 2024، لكن سرعان ما استؤنفت الهجمات.
الاحتلال رفض شروط وقف إطلاق النار واستمر في القصف.
مواقف دولية متباينة وصمت قاتل
رغم التنديدات الأممية والحقوقية، لم تُتخذ خطوات رادعة. وصفت الأمم المتحدة غزة بأنها أصبحت “غير صالحة للحياة”، فيما حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن ما يجري يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.
غزة تنزف والعالم يشاهد
اكثر من عام على الإبادة، ولا تزال غزة تنزف. قطاع محاصر، دُمّر فيه الإنسان والحجر، وجُرّد فيه المدنيون من حقهم في الحياة. كارثة إنسانية تتسع يومًا بعد يوم، وسط صمت دولي مخزٍ وعجز عربي، ما يضع العالم أجمع أمام عار أخلاقي لن تُمحى تبعاته من الذاكرة الإنسانية.
عدد المشاهدات: 2