حزب الله يؤجل تسليم سلاحه النوعي للجيش اللبناني حتى 2026 وسط تعقيدات سياسية وأمنية
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
كشفت مصادر عسكرية وسياسية لبنانية أن حزب الله قرر تأجيل تسليم سلاحه النوعي إلى الجيش اللبناني حتى مايو 2026، في خطوة تعكس ارتباط الملف بمتغيرات سياسية وأمنية داخلية، أبرزها انتخابات مجلس النواب اللبناني المقبلة.
تأجيل التسليم وتفاصيل الاجتماعات
بحسب معلومات صحفية ، فإن حزب الله يُماطل في تسليم مستودعات تضم مضادات طائرات ومنصات صواريخ متطورة، تشمل نسخًا من منظومة “فادي” وقاذفات “بي.أم”، لا سيما إصدار “الأرش”، بالإضافة إلى طائرات مسيرة تتمركز بين جنوب الليطاني ومناطق البقاع.
وأفاد مصدر عسكري مطّلع على الملف بأن اجتماعات مكثفة جرت خلال الأيام الأخيرة بين مستشارين في المجلس الأعلى للدفاع اللبناني ومسؤولين من حزب الله، لمناقشة آلية التسليم، وسط تحفظات واضحة من الحزب. ومن المقرر استمرار الاجتماعات الأسبوع المقبل لحلحلة الخلافات.
الأسباب الكامنة وراء التأجيل
وفقًا لمصدر سياسي رفيع، فإن الحزب يسعى إلى الاحتفاظ بهذا السلاح الاستراتيجي لعدة أسباب، أبرزها:
1. ضمان قوة ردع ضد أي عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف بنيته العسكرية.
2. المحافظة على النفوذ السياسي قبل انتخابات 2026، عبر الاحتفاظ بأوراق قوة ميدانية.
3. إعادة توزيع الأسلحة والمستودعات ضمن مناطق أكثر أمانًا، لا سيما في البقاع الغربي والهرمل.
معادلات إقليمية وضغوط دولية
تشير المعلومات إلى أن بعض المستودعات العسكرية خضعت لعمليات تفكيك وتعطيل الأنظمة الإلكترونية لمنع اكتشاف الشفرات التشغيلية وتجنب استهدافها بغارات إسرائيلية. كما أن هناك محاولات سابقة لنقل بعض المعدات إلى الداخل السوري، لكن التطورات الأخيرة، خصوصًا ضبط الحدود اللبنانية-السورية، حالت دون ذلك.
وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة وأوروبا، يبدو أن بيروت تواجه خيارات صعبة بشأن ملف نزع سلاح حزب الله، حيث حذرت مصادر أمنية من أن إسرائيل تراقب عن كثب مواقع محددة قد تكون مستهدفة في أي مواجهة مقبلة.
المرحلة المقبلة: مفاوضات أم مواجهة؟
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين مجلس الدفاع الأعلى اللبناني ومسؤولي حزب الله في الأسابيع المقبلة، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الحزب سيقدم تنازلات فعلية أم أن التأجيل مجرد تكتيك سياسي لتعزيز مواقفه قبل الاستحقاقات القادمة.
عدد المشاهدات: 1