الحياة في قطاع غزة تحت وطأة الحرب: إبادة جماعية ومأساة إنسانية لا تُطاق
خاص _طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
في قطاع غزة، تحوّلت الحياة إلى جحيم لا يُحتمل. تحت القصف المستمر والجوع والمرض، يعيش الفلسطينيون في كابوس يومي، حيث أصبحت أبسط مقوّمات الحياة رفاهيةً بعيدة المنال. منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، التي تجاوزت 575يوماً، شهد القطاع أحد أفظع الفصول في تاريخه، مع حصيلة مروّعة من الشهداء والجرحي، بينهم آلاف الأطفال والنساء. الأرقام تتزايد كل ساعة، والمجتمع الدولي يقف عاجزاً أو متواطئاً أمام استمرار حرب الإبادة الجماعية هذه.
المجاعة: سلاح جديد لتحطيم الإنسان
بالإضافة إلى القصف، يواجه سكان غزة أزمة جوع معدَمة، حيث تُستخدم المجاعة كسلاح حرب بقطع الغذاء والدواء والوقود. تقارير الأمم المتحدة تحذّر من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما بدأ الأطفال يموتون من سوء التغذية. الأسواق خاوية، والأسر تُجبر على أكل أوراق الأشجار وذبح الحمير للبقاء على قيد الحياة. حتى مياه الشرب النظيفة أصبحت حلماً، مع تدمير البنية التحتية وفرض حصار خانق.
القصف: دمار شامل ومذابح يومية
لا يكاد يمر يوم دون سقوط عشرات الشهداء تحت القصف الإسرائيلي الذي يستهدف كل شيء: المنازل، المستشفيات، المدارس، مراكز النزوح، وحتى طوابير الخبز. أكثر من 70% من مباني القطاع دُمرت كلياً أو جزئياً، مما خلق مئات الآلاف من المشردين الذين يعيشون في خيام مكتظة أو بين أنقاض المنازل. النظام الصحي انهار بعد استهداف معظم مستشفيات القطاع، فيما تحوّت بعض المراكز الطبية إلى مجرد أماكن للإسعاف الأولي دون أدوية أو كهرباء.
الأمراض تنتشر والموت يتربّص بالجميع
في ظل تدمير المرافق الصحية وغياب الوقود والمياه النظيفة، انتشرت الأوبئة مثل الكوليرا والتهاب الكبد والأمراض الجلدية، خاصة بين الأطفال. مئات الآلاف يعانون من إصابات مفتوحة دون مضادات حيوية، أو أمراض مزمنة دون علاج. الأمهات يلدن في العراء، والجرحى يموتون على أبواب المستشفيات المحاصرة.
صمود رغم الإبادة: غزة لن تموت
رغم كل هذا، يرفض أهل غزة الاستسلام. صمودهم أصبح رمزاً للكرامة الإنسانية في مواجهة آلة القتل. العالم يشهد كيف تُنتهك كل قواعد القانون الدولي، بينما تُبرر جرائم الحرب بذرائع أمنية كاذبة. السؤال الآن: كم يجب أن يموت الفلسطينيون حتى تستيقظ ضمائر العالم؟
ختاماً، مأساة غزة ليست مجرد حرب، بل اختبارٌ لإنسانيتنا جميعاً. فإما أن نقف مع الحياة والعدل، أو نكون شركاء في الصمت.
عدد المشاهدات: 1