العراق: وطن ينزف تحت وطأة التاريخ والصراع
نيسان الليثى _العرب نيوز اللندنية
يقف العراق اليوم على حافة مفترق طرق تاريخي، حيث تلاحقه أزمات متلاحقة ترسم ملامح وطن يعاني من جراح عميقة تركها الزمن والصراعات. منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003، تحولت البلاد إلى ساحة للتنافس الإقليمي والدولي، حيث تتصارع القوى الخارجية على نفوذها، تاركة الشعب العراقي يواجه واقعًا مريرًا من الفساد، الفقر، والنزوح. تقارير حديثة تشير إلى أن أكثر من 8 ملايين عراقي باتوا نازحين داخليًا، بينما تعاني البنية التحتية من انهيار شبه كامل، مع انقطاع الكهرباء المتكرر ونقص الخدمات الأساسية.
في السياق السياسي، يشهد العراق استقطابًا حادًا بين القوى الموالية لإيران وتلك التي تسعى لاستقلال القرار الوطني، وسط ضغوط أمريكية متزايدة للحد من النفوذ الإيراني. اقتصاديًا، رغم ثرواته النفطية الهائلة، يعاني العراق من أزمة طاقة حادة بعد توقف الإعفاءات الأمريكية لاستيراد الغاز من إيران، مما ينذر بصيف قاسٍ على المواطنين. وفي خضم هذا كله، تستمر هجمات الجماعات المسلحة، كما أن شبح تنظيم داعش لم يزل يخيم على الأفقلكن وسط هذا الظلام، تبقى روح العراقيين صامدة، كشجرة نخيل تقاوم العواصف. ففي كل زاوية من هذا الوطن، هناك من يحلم بغدٍ أفضل، ويعمل لاستعادة مجده. العراق، أرض الحضارات، لن يستسلم، فمن رحم المعاناة تولد الأمل، ومن صبر شعبه ستشرق شمس جديدة تحمل السلام والازدهار.
عدد المشاهدات: 8