حين يرقص إبليس على حبال التقوى
نيسان الليثى _العرب نيوز اللندنية
في ظلمةٍ تتربص بالقلوب الغافلة، يطل إبليس في زي راهب، ثوبه بياض مزيف وعيناه تخفيان شرر الخديعة. ليس بصخب الشر يغزو، بل بهمس الورع المصطنع، ينفث سمومه في أذن المؤمن
يزين المعصية بوشاح الطاعة، ويجعل الحرام يبدو كقربانٍ مقدس. كم من نفسٍ تقية ضلت طريقها، ظنّت أنها تسير في درب الجنة، وإذا بها تتعثر في شبكة الشيطان!إبليس في زي الورع لا يشهر سيفًا، بل يمد يدًا ترتجف زيفًا، يدعوك للزهد وهو يغريك بالدنيا، أو يهمس بالغلو حتى تظن العبادة عبئًا. لكن المؤمن الورع، بحصن القرآن ونور الخشوع
يرى الخداع يتساقط كأوراق الخريف. يتقي الله في سره وعلنه، يحفظ جوارحه عن الزلل، ويصون قلبه من وسوسة الزائف.وحين ينهار القناع، يقف الورع كجبلٍ راسخ، يصد هجمات الشيطان بنور اليقين. وإبليس، مهزومًا، يفرّ في صمتٍ مرير، تاركًا درسًا ضيقًا: التقوى درعٌ لا يُثقب، والورع عينٌ ترى ما لا يُرى.
عدد المشاهدات: 30