“تقييم الكتب”
بقلم ..أمينة الرويعي / رئيس جمعية كلنا نقرأ في البحرين
العرب نيوز اللندنية
“نحن السبب في تفشّي الكسل في مجتمعنا”.
تؤلمني جداً هذه العبارة عندما سمعتها من قبل أحد الوفود من الدول الغربية، عندما حكت له إحدى الزميلات عن الدعم الذي يحصل عليه أصحاب المشاريع التجارية حتى يتمكنوا من البدء في تأسيس المشروع ويخطوا الخطوة الأولى لتحقيقه والنجاح فيه؛ حيث تعد هذه المساندة الأولى ليقف الشخص على الطريق الصحيح. لكنهم وجدوا في الغرب أن هذا الدعم الذي يعتبر تسهيلاً لهذه الخطوة، تدفع الإنسان للكسل وعدم السعي نحو تطوير مشروعه؛ لأنه سيعتمد على الدعم والمساندة دائماً. هذا الكلام، رغم قسوته، إلا أنه يلامس واقعاً أصبحنا نعاني منه، حتى في المجال الثقافي.
في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة حسابات تقييم الكتب في وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ سعى العديد من الأشخاص الذين يحبون القراءة للتحفيز عليها، والتذكير بأهميتها، من أجل نشر الوعي في المجتمع، وذلك من خلال تقييم الكتب، وترشيح بعض الإصدارات التي تعتبر مدخلاً لعالم القراءة.
ومع انتشار هذه الحسابات، نشأت لدينا -للأسف- فئة تقتات على هذه التقييمات، وتبدأ بإعادة صياغة المحتوى ذاته، لكن دون وعي، مما يخلق تساؤلاً مفاده: هل من المهم أن يقيّم الإنسان الكتب التي يقرأها؟ وهل تساعد هذه التقييمات في ارتقاء القارئ واختياراته؟ أم أنها تساهم في انتشار الكسل؟
بعد التحليل والاطلاع على العديد من الحسابات، وجدت أنه بالرغم من إثبات بعض الأشخاص أنفسهم في هذا المجال بسبب عمق المحتوى، إلا أن البعض الآخر لا يبذل جهداً سوى أن يحكي تفاصيل القصة نقلاً عن حساب آخر. ربما لم توجد لوائح أساسية لكتابة التقييمات وملخصات الكتب، لكن لا بد من النظر في طريقة كتابتها. فإذا كان الهدف تشويق القارئ واجتذاب أكبر عدد ممكن من القراء. فلا بد من اتباع أساليب التشويق لترغيب القارئ وغير القارئ للاطلاع على الكتاب والتوجه لاقتنائه.
كما يجب التركيز على لغة الخطاب التي يتم استخدامها في هذه الحسابات. فصيغة الأمر وفرض نوعية الكتب دائماً ما تكون منفرة، وتخلق جيلاً كارهاً للقراءة. فالقراءة وسيلة لزيادة الوعي لدى الإنسان، والارتقاء بعقله وفكره. وعندما يتم توجيهه نحو قراءة في توجه معين، فإننا نخلق ثقافة القطيع، ولا نخلق جيلاً مثقفاً واعياً.
حساب تقييم الكتب مسؤولية كبيرة، يجب أن يدركها من يريدون الخوض في هذا المجال. إنه ليس مجالاً للحديث فقط، كما يعتقد الكثيرون، بل إنه يساعد القارئ لتحديد قراءته القادمة، والكاتب لكتابته القادمة.
عدد المشاهدات: 97