الرقابة تفسد الفساد
نيسان الليثى _العرب نيوز اللندنية
الرقابة هي الدرع الذي يحمي المجتمعات من الفساد، ذلك الوباء الذي يهدد التنمية ويُفقد الناس ثقتهم في العدالة. بدون رقابة صلبة، تنتشر الرشاوى والمحسوبية كالنار في الهشيم، بينما تُعيد الرقابة الفعالة النظام وتُفسد مخططات الفاسدين.
عالميًا، نجحت سنغافورة في اجتثاث الفساد عبر هيئة التحقيق في الممارسات الفاسدة (CPIB)، التي تُطبق القانون بلا استثناء، فتحولت من فقر إلى ازدهار. في الولايات المتحدة، قانون مكافحة الفساد الأجنبي (FCPA) يعاقب الرشوة عابرة الحدود، مما قلص الفساد في الشركات متعددة الجنسيات. وفي السياق العربي، القانون المصري 182 لسنة 2018 (المادة 8) يُعزز دور الجهاز المركزي للمحاسبات في مراقبة العقود العامة، لكن نجاحه يتطلب تفعيلًا حازمًا.
“العدل أساس الملك”، كما قال الإمام علي، والفساد يهدمه. الرقابة ليست عقابًا فقط، بل وقاية تُصحح المسار وتُعيد الحقوق. إذا أُحكمت عالميًا، ستُطهر المجتمعات وتُعزز الثقة، فالرقابة القوية هي التي تُفسد الفساد من أساسه.
عدد المشاهدات: 13