“أمواج”
أسماء الزرعوني- كاتبة وروائية اماراتية
العرب نيوز اللندنية
منذ فترة لم أكتب مقالًا، وخاصة أنني كنت أكتب مقالًا أسبوعيًا.
تخطيت المسافات وكتبت في أكثر من جريدة إماراتية وخليجية ، وتوقفت لفترة لكن الكاتب الذي يغتاله الفكر لا يستطيع أن يترك الحرف ;فهو مفتاح السعادة بالنسبة له، عندما يكتب عن المجتمع وعن كل شيء يدور حوله ،يريد أن يخرج من شرنقة الصمت وتتدفق الحروف من داخله على شكل سلسلة من الإبداع في فترة معاناة عشتها مع المرض.
كانت تجربة عشتها سنة كاملة من خلالها عرفت حب الناس لي، وعرفت أيضا منهم قريبين جدًا مني لم يتركوني بعد الله، وأهلي لا أستطيع أن أصف لكم صديقاتي المقربات حتى عندما منعوا عني الزيارة كُنّ يأتين في خضم زحمة الطرقات ومسافة الساعات من الشارقة إلى أبوظبي.
نعم، رغم أن هناك أكثر من طريق تربط الإمارات ببعضها ،لكننا أحيانا نستغرق ثلاثا أو اربع ساعات .
لم تتركني صديقاتي المخلصات، فقد كُنّ لي سندًا بعد أبنائي وأخوتي، فهم أصبحوا أكثر من أهلي، أشهد لهم هذا الحب الإنساني الجميل بين الأصدقاء ،بعد أن قضيت في المستشفى ما يقارب شهر، وأنا في عمق المعاناة .
كانت تراودني فكرة الكتابة شجعني الأطباء والصديقات وأبنائي، كان لهم دور كبير لأنطلق وأكتب روايتي، وأنا في المستشفى كتبت وأنا تحيطني الأجهزة الموصلة بجسدي وأناملي الضعيفة تؤلمني من وخز الإبر وفي كثير من الأحيان جهاز الاكسجين أيضا كان يرهقني، ولكن وجدت في الكتابة الراحة وسرحت بين الحقيقة والخيال، بين التعب والخوف ،والتوكل على الله، في كل حين بالأمل واليقين بالله .
ليس سهلًا أن يزرعوا في جسمك شيئا غريبا، كذلك العملية لم تكن سهلة، 10 ساعات في غرفة العمليات الكتابة ،كانت تتعبني ولكنني كنت مصرة أن أكملها ،وأجد روايتي الإنسانية في معرض الشارقة الدولي، أما العنوان فكانت ابنتي قد أوحت لي أن تكون الرواية باسم غرفة العناية المركزة 726 فكان كذلك.
لم أتعود في مقالاتي أن أكتب عن نفسي، ولكن كتبت هذا المقال لأزرع الأمل في نفوس الآخرين، وأننا بإذن الله نستطيع أن نتحدى الأوجاع ولا نستسلم.
كتبت رواية امتزج فيها الحزن والألم والفرح معًا ،فكانت تجربة جديدة بالنسبة لي في الإبداعي الروائي لي أكثر من ست روايات قبلها غير الإبداعات القصصية وأدب الطفل.
نعم كنت دائما أكتب مقالي تحت عنوان” أمواج “وساعود للكتابة تحت هذا العنوان
; فالحياة أمواج تأخذنا إلى محطات كثيرة فالموج أحيانا يهدينا أصدافًا مليئة بالمفاجاة مما يدور حولنا في مسرح الحياة .