قطر تحذر من التصعيد في المنطقة وتؤكد جاهزيتها لحماية أمن طاقتها

قطر تحذر من التصعيد في المنطقة وتؤكد جاهزيتها لحماية أمن طاقتها

نادر الشرفي _ العرب نيوز اللندنية

أعربت دولة قطر عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، في ظل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت الطاقة الإيرانية، محذّرة من التداعيات الخطيرة لهذا المسار على الأمن الإقليمي واستقرار أسواق الطاقة العالمية.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد محمد الأنصاري، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن ما تقوم به إسرائيل من استهداف للبنية التحتية الحيوية في إيران “تصرف غير مسؤول”، ولا يراعي سلامة العاملين في تلك المنشآت ولا استقرار المنطقة ككل، بحسب تعبيره.

وأكد الأنصاري أن منشآت الطاقة القطرية لا تزال آمنة حتى الآن، مشيراً إلى وجود خطط طوارئ واحتياطات فنية وأمنية تم وضعها مسبقاً للتعامل مع أي سيناريو محتمل قد ينجم عن اتساع رقعة النزاع.

وشدد على أن الدوحة “تتابع عن كثب التطورات الميدانية”، وتجري اتصالات يومية مع شركاء دوليين، بما في ذلك واشنطن، إلى جانب أطراف إقليمية ودولية، من أجل الدفع نحو وقف التصعيد وتهيئة الظروف لعودة المفاوضات.

وأشار المتحدث القطري إلى أن بلاده تعمل على تعزيز فرص التفاوض بين طهران وواشنطن، لافتاً إلى أن المحادثات بين الطرفين كانت تسير في اتجاه إيجابي قبل اندلاع الجولة الحالية من التصعيد، معبراً عن أمل قطر في البناء على التقدم الذي تحقق.

وأضاف أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجري منذ أيام اتصالات مكثفة مع قادة دوليين وإقليميين لحثّ الأطراف على خفض التوتر، مشدداً على أن “الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو التفاوض، وليس الخيار العسكري”.

وحذّر الأنصاري من أن استهداف المنشآت النووية يمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي، كاشفاً عن مشاورات جرت بين الدوحة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز أمن وسلامة تلك المنشآت، وسط مخاوف من كارثة محتملة إذا استمرت العمليات العسكرية.

وفيما يتعلق بالهجوم على حقل “بارس” الإيراني للغاز، اعتبر الأنصاري أن هذه “خطوة غير محسوبة”، منبهاً إلى احتمال أن تؤثر بشكل سلبي مباشر على استقرار سوق الطاقة العالمي إذا لم يتم احتواء التصعيد.

وختم بالقول: “الأمن الإقليمي لا يتحمل مزيداً من الأزمات، وأي تصعيد غير محسوب قد يُفاقم التوترات ويقود إلى تداعيات أكبر في الأيام المقبلة”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه منطقة الخليج نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، وعلى رأسه جهود قطرية، لاحتواء الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، منذ بدء الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع إيرانية حساسة فجر الجمعة.