جودي ويتاكر: أول دكتورة في تاريخ “دكتور هو” وأيقونة التجديد في الدراما البريطانية
يسرا عبد العظيم ـ العرب نيوز اللندنية
في السابع عشر من يونيو عام 1982، وُلدت الممثلة البريطانية جودي أوكلاند ويتاكر في بلدة سكيلمانثورب بمقاطعة ويست يوركشاير، لتنطلق منها إلى آفاق الشهرة والتميّز، وتُصبح واحدة من أبرز نجمات التمثيل في المملكة المتحدة خلال العقدين الأخيرين. وها هي اليوم تحتفل بعيد ميلادها الثالث والأربعين، حاملةً معها مسيرة فنية حافلة بالجرأة، والعمق، والتجديد.
بداية متألقة من المسرح إلى السينما
بدأت ويتاكر رحلتها الفنية بعد تخرجها من “كلية جيلدهول للموسيقى والدراما” عام 2005، حيث لفتت الأنظار بسرعة بموهبتها التمثيلية اللافتة. كان أول أدوارها السينمائية البارزة في فيلم Venus عام 2006، والذي رُشحت عنه لعدة جوائز، ما مهد الطريق أمامها للظهور في أعمال درامية وسينمائية ذات طابع مختلف، مثل Attack the Block وBlack Mirror.
“برودتشيرش” وصعود نجمها تلفزيونيًا
شكل ظهورها في مسلسل Broadchurch نقطة تحوّل محورية في مسيرتها، حيث أدت دور “بيث لاتيمر”، الأم المفجوعة التي تفقد ابنها، فأبدعت في تجسيد معاناة الأمومة والفقد. هذا الدور أكسبها احترام النقّاد والجمهور على حد سواء، وأكّد قدرتها على الغوص في الأدوار النفسية المركّبة.
دخول التاريخ عبر بوابة “دكتور هو”
في يوليو 2017، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية BBC اختيار جودي ويتاكر لتكون أول امرأة تؤدي شخصية “الدكتور” في المسلسل الأيقوني Doctor Who، الذي يمتد تاريخه إلى أكثر من نصف قرن. هذا القرار أحدث ضجة كبيرة بين جماهير المسلسل، لكنه سرعان ما قوبل بترحيب حار بعد أداء ويتاكر القوي والعاطفي، والذي تميز بالذكاء، وروح الدعابة، والإنسانية.
استمرت ويتاكر في أداء دور “الدكتورة الثالثة عشر” من عام 2018 وحتى 2022، حيث قدّمت ثلاثة مواسم متكاملة، بالإضافة إلى حلقات خاصة ختامية أثرت الذاكرة الجماعية للمشاهدين حول العالم. وقد عبّرت جودي عن حزنها لمغادرة الدور، واصفةً التجربة بأنها “أعظم شرف في حياتها المهنية”.
بصمة إنسانية ومواكبة للفن المعاصر
إلى جانب أدوارها التمثيلية، لم تغب جودي ويتاكر عن المشهد الثقافي والإنساني. فقد شاركت مؤخرًا في مشاريع خيرية، من بينها كتاب قصصي يضم نجوماً سابقين من Doctor Who، يعود ريعه لدعم مرضى السرطان، مما يعكس التزامها بقضايا مجتمعية إلى جانب التمثيل.
امرأة صنعت فرقًا
لا يُمكن الحديث عن جودي ويتاكر دون الإشارة إلى دورها الريادي في كسر الصور النمطية بالدراما البريطانية، وإثبات أن الإبداع لا يرتبط بجنس أو نمط، بل بالموهبة، والشغف، والقدرة على لمس أرواح الناس.
وفي عيد ميلادها الثالث والأربعين، يحتفل جمهورها حول العالم بنجمة جعلت من الخيال العلمي فنًا إنسانيًا، ومن الشاشة نافذةً للتغيير.
عدد المشاهدات: 2