ناجي نصر الله… سفير الأناقة الذي يرسم الحلم بخطوط ناعمة
بقلم مايا أبراهيم
في عالمٍ يتبدّل فيه ذوق الموضة كالفصول، يظل ناجي نصر الله استثناءً لافتًا يرسّخ تفرّده بيدٍ ثابتة ورؤية لا تلتفت إلى الوراء. هو ليس مجرد مصمّم، بل راوٍ لحكايات الأنوثة، ينسجها على القماش بخفة ساحر وصدق فنان، حكايات كل امرأة تسعى لأن تكون نسخة فريدة من ذاتها.
منذ انطلاقته، اختار ناجي أن يكون مختلفًا. لم يرسم على فساتينه ألوان الموضة العابرة، بل خطّ على كل قطعة لوحة زمنية تجمع بين الحداثة والحنين، بين غنى الشرق وجرأة الغرب. فكل تصميم يخرج من بين يديه هو لحظة وفاء لجمال المرأة، بكل تناقضاته وتعقيداته وفرادته.
يتعامل ناجي مع القماش كما لو كان نسيج الحلم، يطوي تفاصيله بعناية، ويزرع عليه التطريزات واللمسات بحرفية عالية، ليصنع قطعًا لا تشبه غيرها. ليس الهدف فقط أن ترتدي المرأة فستانًا، بل أن تتحرك داخل لوحة فنية تنبض بالحياة، لوحة صُمّمت لتكون هي بطلتها.
وفي كل موسم، يقدّم ناجي مجموعات تُشبه الرحلة: من الألوان الفاخرة، إلى القصّات التي تنحت القوام وتبرز جماله، مرورًا بالأقمشة التي تهمس للبشرة وتلاطفها. فهو يدرك أن الأناقة ليست مظهرًا خارجيًا فقط، بل إحساس داخلي ورسالة تقول: أنا واثقة، حرّة، وقويّة.
وقد يكون اسم البوتيك الذي أسّسه – Image – خير مرآة لهذه الفلسفة. اسمٌ على مسمّى، لا يقدّم “صورة” عن المرأة، بل يعكس صورتها كما يراها هو: أنيقة، صادقة، متفرّدة، ومكتملة. فكل تصميم في “Image” هو انعكاس داخلي، ترجمة حسيّة لجوهر المرأة قبل شكلها.
ورغم كل هذا الإبداع، يبقى ناجي نصر الله وفيًا لنهج التواضع، وهادئ الحضور. لا يترك لمصنوعاته فقط أن تروّج له، بل يسمح لها أن تتكلّم عنه بلغتها الخاصة. وكل فستان يخرج من مشغله، هو شهادة حيّة على ذوقه الرفيع وعينه الدقيقة التي ترى التفاصيل وتصنع الفرق.
ناجي نصر الله ليس مصمم أزياء فحسب، بل شاعر مرئيّ، يرسم بخيوط ناعمة ملامح الأنوثة، ويترك أثرًا خالدًا في ذاكرة الموضة اللبنانية والعالمية .
الإعلامية مايا إبراهيم
عدد المشاهدات: 2