هل تسعى إسرائيل إلى تغيير النظام في إيران؟ تقييم استخباراتي أمريكي يكشف المستور
كتب محمود حنيش ـ العرب نيوز اللندنية
أثارت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران تساؤلات حول نوايا تل أبيب الحقيقية، لا سيما فيما يتعلق بإمكانية سعيها إلى إسقاط النظام الإيراني. ووفقًا لما أفاد به مسؤولون أمريكيون ومصدر مطّلع على تقارير استخباراتية حديثة، فإن هذه التساؤلات لم تعد بعيدة عن أروقة التقييمات الأمنية في واشنطن.
وذكر التقييم الاستخباراتي الأمريكي الأخير أن تغيير النظام الإيراني لطالما كان هدفًا استراتيجيًا ضمن السياسات الإسرائيلية، رغم عدم وجود أدلة مباشرة تُثبت أن الهجمات الأخيرة جاءت في هذا الإطار تحديدًا. ومع ذلك، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن إسرائيل ربما تعتبر الوضع الحالي فرصة سانحة لدفع هذا الهدف قدمًا.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن من غير الواضح ما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت ستدعم هذه التوجهات الإسرائيلية، .
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الجمعة، بأن الضربات تهدف إلى إضعاف القدرات الإيرانية ومنع خطر وجودي يهدد إسرائيل، مؤكدًا: “نحن في مرحلة مصيرية، وأي خطأ في التقدير قد يفتح الباب أمام إيران لامتلاك سلاح نووي يهدد بقاءنا”.
وأضاف: “لقد تصدّينا لوكلاء إيران خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، أما الآن فنواجه رأس الأفعى مباشرة”.
وفي شهادتها أمام الكونغرس في مارس/آذار، أوضحت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، أن إيران لا تُصنّع حاليًا سلاحًا نوويًا، مشيرة إلى أن المرشد الأعلى الإيراني لم يُصدر أي أمر بإعادة تفعيل البرنامج النووي العسكري الذي أُوقف عام 2003.
وبحسب مصدر مطّلع على الخطط الأمريكية، فإن واشنطن كانت تمتلك تصورًا واضحًا نسبيًا حول نطاق الهجوم الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، حيث تلقت بعض الجهات الاستخباراتية تحديثات يومية ووضعت خططًا طارئة تحسبًا لرد الفعل الإيراني.
ورغم أن إسرائيل لم تشارك واشنطن بكامل تفاصيل العمليات، إلا أن الولايات المتحدة كانت على دراية بالأهداف وتسلسل الخطوات. ومع ذلك، يبقى حجم الضرر الذي أصاب إيران، والخسائر المحتملة في قيادتها، إضافة إلى طبيعة الرد الإيراني، أمورًا لم تتضح بعد.
________________________________________
ما التأثير المحتمل على الاستقرار الإقليمي؟
يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
1. تصعيد عسكري واسع النطاق
إذا فسرت إيران الضربات الإسرائيلية كخطوة نحو تغيير النظام، فقد ترد بعنف أكبر، ليس فقط من داخل أراضيها، بل عبر وكلائها في لبنان (حزب الله)، العراق، سوريا، واليمن، ما قد يُشعل جبهات متعددة في آنٍ واحد.
2. انزلاق إلى حرب إقليمية
أي مواجهة مباشرة أو غير مباشرة بين إسرائيل وإيران قد تتوسع إلى صراع يشمل دولًا أخرى في المنطقة، خصوصًا مع وجود تحالفات متشابكة، ما يهدد بنشوب حرب إقليمية مفتوحة.
3. تهديد طرق الملاحة والطاقة
الرد الإيراني قد يشمل استهداف ناقلات النفط أو إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤثر مباشرة على إمدادات الطاقة العالمية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وزعزعة الأسواق الدولية.
4. تعقيد جهود التهدئة والدبلوماسية
مثل هذا التصعيد يضعف أي جهود دولية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني أو التوسط في قضايا الشرق الأوسط، مما يطيل أمد التوتر وعدم الاستقرار.
5. إعادة رسم التحالفات الإقليمية
دول الخليج، وخصوصًا السعودية والإمارات، قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة بين دعم غير مباشر لإسرائيل أو التزام الحياد لتجنب التصعيد داخل حدودها
عدد المشاهدات: 15