ميلاد “الهرم الصامت”… الفنان نجاح الموجي: كوميديا من طراز خاص
يسرا عبد العظيم ـ العرب نيوز اللندنية
في مثل هذا اليوم، 11 يونيو 1945، وُلد أحد أبرز وجوه الكوميديا المصرية، الفنان نجاح الموجي، الذي خطّ لنفسه مسارًا فنيًا استثنائيًا امتد بين المسرح والتلفزيون والسينما، وترك بصمته الخاصة دون أن يتصدر المشهد الإعلامي. في ذكرى ميلاده، نستعيد سيرة رجل جمع بين حسّ الكوميديا الشعبي والذكاء الفني، في قالب من البساطة والصدق.
من ميت الكرماء إلى قلوب الملايين
وُلد عبد المعطي محمد الموجي في قرية ميت الكرماء بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة بسيطة، وعُرف منذ صغره بالذكاء وسرعة البديهة. لم يكن طريقه إلى الفن مفروشًا بالورود، فقد التحق بكلية الخدمة الاجتماعية وتخرّج منها، ثم بدأ حياته موظفًا حكوميًا، حتى وصل لاحقًا إلى درجة وكيل أول وزارة الثقافة، وظل محتفظًا بعمله الرسمي رغم تألقه الفني.
اختيار الاسم: “نجاح” قصة إنسانية
اختار اسم “نجاح” كاسم فني تكريمًا لشقيقه الأكبر الذي توفي وهو صغير وكان يُدعى بهذا الاسم، في لمسة إنسانية تعكس عمق ارتباطه العائلي ووفاءه لجذوره.
الانطلاقة الفنية
بدأت ملامح الموهبة الفنية لنجاح الموجي في الظهور من خلال انضمامه إلى فرقة ثلاثي أضواء المسرح في السبعينات، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع دور “الواد مزيكا” في مسرحية المتزوجون، حيث خلق نمطًا خاصًا به في الأداء الكوميدي، جمع فيه بين التهكم والسخرية والواقعية.
بصمات لا تُنسى
استطاع الموجي خلال مسيرته أن يُقدّم ما يزيد على 150 عملاً متنوعًا، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، نذكر من أبرزها
أربعة في مهمة رسمية
الكيت كات (في دور “الهرم” بجوار محمود عبد العزيز)
المتزوجون
10 على باب الوزير
أهلاً بالسكان
تميزت أدواره بخفة ظل غير مصطنعة، وموهبة أصيلة جعلته يحظى بتقدير كبار المخرجين والجمهور معًا. لم يكن مجرد “كوميديان”، بل فنان شامل يجيد التعبير بالملامح والإيماءات أكثر من الكلمات.
فن المونولوج… سلاحه الخفي
إلى جانب التمثيل، برع الموجي في أداء المونولوج الغنائي الساخر، وحقق به حضورًا جماهيريًا واسعًا، خصوصًا في فترات صعود التلفزيون كمصدر رئيسي للتسلية في مصر.
رحيل مباغت… وبقاء خالد
في 25 سبتمبر 1998، صُدم الوسط الفني والجمهور برحيل نجاح الموجي إثر أزمة قلبية مفاجئة بعد عودته من أحد عروضه المسرحية، عن عمر ناهز 53 عامًا فقط. ورغم رحيله المبكر، ظل اسمه حاضرًا بقوة في ذاكرة المصريين من خلال أعماله التي تجاوزت حدود الزمن
إرث فني صامت… وصادق
لم يكن نجاح الموجي من نجوم العناوين العريضة أو الأدوار البطولية المطلقة، لكنه صنع لنفسه مكانة لا ينازعه فيها أحد. فنان “صامت” إعلاميًا، لكنه “صادق” على خشبة المسرح وأمام الكاميرا. وهو ما يجعل ذكراه تتجدد كل عام، لا كمجرد فنان رحل، بل كرمز لفن أصيل نابع من قلب الشارع المصري.
عدد المشاهدات: 1