مصر تتجه لإبرام أكبر صفقة لاستيراد الغاز المسال لتأمين احتياجاتها حتى 2026
نادر الشرفي _ العرب نيوز اللندنية
تقترب مصر من توقيع واحدة من أضخم صفقات استيراد الغاز الطبيعي المسال في تاريخها، عبر التعاقد مع ست شركات طاقة عالمية لتوريد أكثر من 160 شحنة حتى منتصف عام 2026، مع احتمال تمديد التعاقد لعامين إضافيين، بحسب ما أوردت وكالة “بلومبيرغ” نقلاً عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات.
وتهدف القاهرة من هذه الخطوة إلى تأمين احتياجاتها من الغاز وسط تصاعد الطلب المحلي، خاصة في فترات الصيف، وتجنب اللجوء إلى السوق الفورية التي شهدت ارتفاعات سعرية حادة، تجاوزت 15 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في بعض الأوقات، مقارنة بعقود طويلة الأجل تتراوح بين 8 و10 دولارات للوحدة.
لكن رغم الطابع الاستراتيجي لهذه الخطوة، يرى خبراء اقتصاديون أن تكاليفها ستُضيف أعباء جديدة على الموازنة العامة، في ظل تراجع قيمة الجنيه المصري وضغوط فاتورة الاستيراد.
وتضم قائمة الشركات المرشحة للتعاقد: “أرامكو” السعودية، “ترافيجورا” السنغافورية، “فيتول” الهولندية، “هارتري بارتنرز” الأميركية، “BGN” السويسرية، إضافة إلى موردين آخرين لم تُفصح الوكالة عن أسمائهم. وقد امتنعت بعض هذه الشركات عن التعليق، فيما لم ترد أخرى على استفسارات “بلومبيرغ”، تزامناً مع عطلة عيد الأضحى.
وكانت مصر حتى 2022 لاعباً إقليمياً فاعلاً في تصدير الغاز المسال، مدفوعة بطفرة الإنتاج من حقل “ظهر”. غير أن الإنتاج المحلي تراجع منذ النصف الثاني من 2023 إلى 4.4 مليارات قدم مكعبة يومياً، في مقابل طلب محلي يبلغ نحو 6.2 مليارات، ما أدى إلى فجوة استيرادية يومية تُقدّر بـ1.8 مليار قدم مكعبة، وفق بيانات رسمية.
وقد أثر ذلك على نشاط التصدير، خاصة من مصنع إدكو، الذي انخفضت شحناته بنسبة 35% مقارنة بعام 2022، بحسب بيانات منصة “كبلر”. وازدادت أزمة الإمدادات تعقيداً مع موجات الحر التي رفعت استهلاك الكهرباء، خاصة في القطاعين المنزلي والصناعي.
ويرى خبراء في مؤسسات مثل “وود ماكنزي” و”ريستاد إنرجي” أن مصر قد تستعيد مكانتها كمصدّر صافٍ للغاز بحلول 2027، بشرط ضخ استثمارات جديدة في الاستكشاف والإنتاج، خصوصاً في مناطق شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر، التي شهدت اهتماماً متزايداً من شركات طاقة كبرى، رغم وجود تحديات في التمويل والبنية التحتية.
وتعد هذه الصفقة المرتقبة بمثابة اختبار لقدرة مصر على التوازن بين تأمين احتياجاتها المحلية، والاستمرار في لعب دور إقليمي في تجارة الغاز والطاقة وسط تقلبات السوق العالمية.
عدد المشاهدات: 1