فيتو عيد الأضحى
ضوء
الكاتبة الدكتورة_ أنيسة فخرو
أتساءل دوماً: لماذا دائمًا يُقتل أنبل البشر على يد أحقر الناس؟ ذلك لأن أحقر الناس يملكون القوة فقط، بلا حضارة ولا ثقافة، ولأنهم نشئوا وتأسسوا على الفتك والقهر لا غير.
بعد الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، الرافض لوقف إطلاق النار في غزة، وفي يوم التروية، بتاريخ ٤ يونيو ٢٠٢٥، وبعد مرور أكثر من ٦٠٠ يوم على الإبادة الجماعية في غزة، وبكل وقاحة يتابع النظام الأمريكي المتصهين مساندته لقتلة الأطفال، للنظام العنصري الصهيوني النازي الفاشي، وقبل هذا كان الفيتو الأمريكي الرافض لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وقبل قبلها أصدرت أمريكا أكثر من ( ٨٠ ) فيتو ضدّنا، نتساءل :
هل بقي شك لدى أي من الأنظمة العربية، ودول العالم أجمع، بأن أمريكا غير جادة وغير صادقة في حل الدولتين؟
الفيتو الأمريكي أكد للعالم أجمع ولكل الشعوب الحرة، إن أمريكا ليست حرّة، وإن الماسونية والصهيونية العالمية تتحكم في الدولة العميقة وفي كل مفاصل أمريكا بكل قوة متصهينة.
الموقف الأمريكي واضح -على الرغم من مراوغته أحيانًا، وعدم الجدية مع أنظمتنا أحيانًا- الموقف الأمريكي الدائم هو دعم الكيان الصهيوني، عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، في كل المحافل الدولية، وليس فقط في مجلس الأمن وحده.
وكذلك موقف الدول الغربية بشكل عام، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بشكل خاص، مهما كانت التصريحات الصحفية من أجل إرضاء شعوبهم، للحفاظ على كراسيهم، إلا أن من يمدّ السلاح أولا وأخيراً إلى هذا الكيان البغيض هو أمريكا وأوربا، وألمانيا أعلنتها صراحة: “سنستمر في مدّ الصهاينة بالسلاح”.
إن العدوان الوحشي على غزة كشف كل الأقنعة للعالم الغربي ( المتحضر) شكليًا والمتوحش ضمنيًا.
وفي المقابل نرى تعاطف شعوب العالم كلها مع الحق الفلسطيني، بما فيها شعوب أوروبا وأمريكا، وكل العالم يعرف موقف أمريكا المتصهين، ولكنه عاجز عن قول الحق، وأشجع دول العالم في قول كلمة الحق ومواجهة التغول الأمريكي الأوروبي المتصهين الباطل هي: جنوب أفريقيا وكولمبيا وفنزويلا والبرازيل ونيكارجوا وتشيلي وهندوراس، وإيرلندا والنرويج وإيران وتركيا، وإسبانيا وأغلب الدول الإسكندنافية، والكثير من الدول الأفريقية، وبالطبع روسيا والصين وغيرهم، وعلينا كدول عربية أن نعزز علاقتنا مع الدول الواقفة مع الحق العربي.
نعرف إن الموقف الأمريكي الأوروبي المتصهين والمشين سيبقى دومًا داعمًا للعنف والقوة الصهيونية،
لأنهم هم من صنعوا هذا الكيان المتوحش القبيح بين ضلوعنا، ولن يغيّر شلال الدم المتدفق في فلسطين موقفهم الرافض للحق، لأن الدم المهدور عربي خالص.
لقد أدخل الصهاينة في عقول الأنظمة العربية فكرة أن تحرير فلسطين يُضعفهم ويُشكل خطرًا عليهم، لكن الحقيقة إن تحرير فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف يقوّي النظام العربي ولا يضعفه.
لذلك علينا أنظمة وشعوبًا عربية أن نعرف ما نريده ونسعى إلى تحقيقه، لأن شلال الدم لن يكتفي بفلسطين وحدها، وحتمًا الدور قادم حتى على كل الدول العربية المُطبّعة.
فمن هانت عليه نفسه كانت على الصهاينة أهون.
عدد المشاهدات: 0