ضوء
أين الإنسانية؟
أين الضمير؟
بقلم -الدكتورة أنيسة فخرو
حسبنا الله ونعم الوكيل على الصهاينة والمتصهينين، ربنا ينتقم منهم، وعسى الله أن يرد كيد الصهاينة في نحورهم يا رب العالمين.
من الواضح التواطؤ الأمريكي الصهيوني للإجهاز على الشعب الفلسطيني، بالإبادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي، وكل ما يحدث أمامنا ما هو إلا مسرحية فصولها مكتوبة بالدم الفلسطيني.
وآلاء النجار شاهدة عليها، وآلاء تعني لغوياً: الفضل والنعم والقدرة الإلهية، التي ورد ذكرها في سورة الرحمن، “فبأي آلاء ربكما تكذبان”.
إنها حرب صليبية مستمرة ومستعرّة على العالم العربي والإسلاميّ.
عندما غزا بوش العراق قال حرفيًا إنها حرب صليبية، وكان هدفه إثارة التنظيمات المتأسلمة التي صنعوها في العراق لتشتعل حرباً طائفية، ويكون لديه الذريعة لتدمير العراق، وها هو المشهد يتكرر في سوريا، بعد أن سلموا رقبتها إلى الدواعش، مثلما سلمت أمريكا الصهيونية رقبة العراق سابقًا إلى إيران،
ولم يسلموها مثلاً إلى المسيحيين العرب في العراق أو سوريا، بل هدموا كنائسهم وهجروهم من ديارهم، حتى تصبح الذريعة لهم أمام العالم بضرورة التدخل الصهيوني الأمريكي في كلا القطرين، بحجة الأمن ومحاربة الإرهاب.
التجويع والتهجير والمجازر البشعة في غزة، والعدوان على الضفة والقدس، ازداد حدة بعد تسليم الرهينة (عيدان)، مما يوكّد التواطؤ الأمريكي الصهيوني، وكل ما يقال في الإعلام عن الخلاف بينهما، ما هو إلا مجرد بروباغندا هزلية.
ما يحدث أمام الأعين من أهوال في غزة والضفة والقدس يعبر عن تواطؤ الكثير من القوى الإقليمية والدولية، ضد شعبنا الفلسطيني، ويُظهر واضحاً للعلن أننا أمة لا مكان لها في التاريخ أو الجغرافيا، ولا في السياسة أو الاقتصاد، وها هو النتن ياهو يمنع وزراء الخارجية العرب من دخول الأراضي الفلسطينية! إما يحتل أراضينا أو يستهزيء بنا، فنحن في نظرهم برابرة.
وليؤكد أننا أمة خارج الزمان والمكان، وليس من المستغرب أن نؤول إلى ما آل إليه الهنود الحمر .
وعلى لغات العالم أجمع التي يبلغ عددها ٧ آلاف لغة أن تتبرَّأ وتحذف من معاجمها كلمتي “إنسانيّة”، و ” ضمير”. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عدد المشاهدات: 103