واشنطن وطهران فتح باب التفاوض من جديد حول الملف النووي الايراني و تنازلات اللحظات الأخيرة
متابعات العرب نيوز اللندنية
وسط أجواء سياسية يشوبها الحذر والتفاؤل تفتح واشنطن و طهران باب التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي الايراني
في ظل مؤشرات على تقارب غير مسبوق منذ انهيار الاتفاق الأصلي في 2018.ملموس في الملف الاقتصادي.
وجهات نظر متقاربة لكل من واشنطن وطهران
من جانبه، قال مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون ريتشارد وايتز خلال حديثه إلى غرفة الأخبار أن التقارب المفاجئ بين طهران وواشنطن لا يمكن فصله عن حسابات اللحظة السياسية لكلا الطرفين.
ويجزم أن “الرئيس ترامب متفائل بطبعه ويسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي كبير”، خاصة بعد انسداد أفق الحل في ملفات أخرى مثل أوكرانيا وكوريا الشمالية.
ويشير وايتز إلى أن الوضع الاقتصادي في إيران “لا يزال يتدهور تحت وطأة العقوبات” إضافة إلى تراجع نفوذها الإقليمي وخاصة في سوريا ولبنان.
ويضيف: “الميليشيات المرتبطة بإيران باتت أضعف حتى في العراق، فيما تكبدت طهران خسائر كبيرة في هجماتها الدفاعية ضد إسرائيل”.
أما من ناحية واشنطن
فيؤكد وايتز أن إدارة ترامب قد تكون مستعدة لإزالة عدد كبير من العقوبات بشرط التوصل إلى صيغة تقيّد قدرة إيران على تصنيع الوقود النووي داخليا.
ويشير إلى أن الطريق إلى حل وسط قد يمر عبر “هيئة دولية مشتركة” لتصنيع الوقود النووي تمنح إيران حفظ للكرامة السياسية وتمنح واشنطن ضمانات أمنية مضيفا ان : “معظم الدول التي لديها برامج نووية لا تخصب اليورانيوم”.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هي صفقة مؤقتة أم تسوية شاملة؟
يرى صدقيان أن طهران قد تميل إلى “اتفاق مؤقت” إذا تعذرت التفاهمات السريعة، شرط أن يتضمن إزالة بعض العقوبات، وهو ما يعتبر ضرورة لأي تفاهم قابل للحياة.
ويقول: “إذا لم نتمكن من التوصل لاتفاق خلال الشهرين القادمين فالاتفاق المؤقت هو البديل.. شرط أن يتضمن في المقابل تبدو إسرائيل غير راضية عن هذا المسار
إذ نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”
أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر الجيش بالاستعداد لشن هجوم أحادي على المنشآت الإيرانية، رغم تحذيرات ترامب.
غير أن صدقيان يستبعد هذا الخيار قائلا إن : “كل الأجواء غير مناسبة لمثل هذا العمل العسكري. الدول الخليجية لا تريد حربا الآن، والولايات المتحدة لا تبحث عن تصعيد”.لم يغب الرئيس ترامب عن المشهد بتصريحاته المتضاربة.
ففي حين أكد أن “المحادثات تسير بشكل جيد”، لم يتخلَ عن نبرته التصعيدية، ملوحًا بـ”نتائج عنيفة” في حال فشل المفاوضات. وهنا يعلّق وايتز بالقول: “ترامب يرغب بإنجاز، لكنه يستخدم التكتيكات التصعيدية لدفع إيران نحو المزيد من التنازلات”.
هذا التناقض، حسب المحللين ليس سوى جزء من استراتيجية التفاوض التي يتقنها الرئيس الأميركي، حيث يخلط بين التهديد والاحتواء لتحقيق مكاسب تفاوضية أكبر.
التنازلات على المحك.. لكن من الرابح؟
المفاوضات بين واشنطن وطهران تدخل مرحلة حساسة عنوانها الأكبر: من يتنازل أولًا؟ وبينما تحاول إيران الحفاظ على مكاسبها النووية والسيادية، تسعى واشنطن إلى فرض ضوابط دائمة تمنع تصنيع سلاح نووي تحت غطاء سلمي.
غير أن ما يتضح من تحليلات صدقيان ووايتز، أن كلا الطرفين بحاجة ماسة إلى الاتفاق، ترامب لتحقيق إنجاز دولي منذ عودته الى البيت الأبيض، وإيران لفك الطوق الاقتصادي.في هذا السياق
لا يمكن الحديث عن “تنازلات كبرى” بقدر ما هو إعادة تموضع مرن يمكن كل طرف من ادعاء الانتصار أمام جمهوره.
عدد المشاهدات: 1