ذكريات أمرأة محسودة
بقلم رئيس التحرير- فرات البسام
جمعتني صدفة مع سيدة وقورة على كرسي الانتظار في احد المستشفيات انتهى اللقاء بعد دقايق قليلة وكانت نظراتها تمزق كبريائي المهزوم تصافحنا للوداع أحسستُ بأن أصابعها غيرت خطوط يدي وزادتها تعقيدا ذهبت بذلك اللقاء الى أفق من الأحلام حاولتُ التوغل بمفهوم الحوار لكني أعود في كل مرة بخفي حنين وذهني المتعطش للذكريات بقي يحمل شيء من الفضول واللهفة لاني شممتُ في ذهنها لوعة بودليروهو ينشر ديوانه (ازهار الشر ) وتجنبت المجهول لانني لا اريد ان اخوض صراع الهة الالومبية التي تحكيها الاساطير الاغريقية و قادها ( زيوس ) وانتصر هو واخوته على ( تيتانيين ) وعدت الى فنجاني الذي لايحمل سوى عطر القهوة لانه بالتأكيد ليس بصحيح سوف يقرأ ويعلمني ماهو مصيري, بعد عدة سنين يرن هاتفي اتلقى اتصال من نفس السيدة كانت حائرة. ضائعة ونحن لم يكن بيننا أي اتصال بعد الترحيب اسمع صوتها يتسلل من خلف جدران الهاتف حزين يشكو الألم ..قلت مابك سيدتي: قالت قد فصلت من عملي وانا بهذا العمر وهذه الخبرة واحتجت ان استشير احد فكنت شاخصا امامي : قلت لماذا الفصل قالت لاني صادقة امينة مخلصة لن اسمح بالتجاوز في النظام او في العمل او في علاقة الزمالة او نسيان التعامل بمهنية قلت وماذا أيضا قالت وأيضا لاني جميلة دخلت قلوب بعضهن الغيرة فاتقصدو التربص ونقل الاخبار الغير صحيحة وتقصدو ادخالي في أخطاء ادارية .. قلت ألم تخبرك حواء حين سقطت من الفردوس من وسس اليها؟ قلت أتذكر كلمات ( كريس كيلي ) أميرة موناكو القائلة : إن القصد ا من أختيار ملكات جمال المدن هو إظهار مدى صفاء مرايا تلك المدن.قلت سيدتي هؤلاء سوف ينقرضوا مثل ما انقرضت القطط لانتفاء الحاجة اليها بعد اختفاء اخر فارة ولم يبقى الا الماوس الالي الذي تكفل بصيد كل فأرة ولكن حزنت القطط وبدات تنتحر تدريجيا بالرغم ان اي قرار اممي لم يتخذ ضدها ،سوف يخدعك من يقول لك سوف تعِيشي تحت سماء زرقتها اكبر طاردة للحسد ، فلا تصدقي ما تتمناه امك أن تأخذي خاتمها ذو الشذرة الخضراء حتى يبعد عنك الحسد .وحتى ان داعبت اصابعك الشذرة الخضراء واستدارة الخاتم من مكانه لن يحميك من بوح الزمن ولا من شرهم ..ولكن الحياة تحب الامل والبشر أيضا يحب الامل فأن هذا هو بدافع (غيرة النسوان ) كما يقول كاظم الساهر نقلا عن نزار قباني .لكن معظم النساء يحملن كم هائل من السلام
عدد المشاهدات: 57