الماسونية
ضوء- د. أنيسة فخرو
نؤكد أن لا دين للصهيونية، وللصهاينة أهداف كثيرة، لكن من أكبر أهدافهم خلق كيان صهيوني خالص من جهة، وضمان بقاء هذا الكيان، بإزالة أقطار عربية من على خارطة العالم، والعمل على تقسيمها وتفكيكها من جهة أخرى، لضمان ضخ الأموال وازدهار تجارة السلاح، وتحقيق أحلامهم بالسيطرة على النيل والفرات.
ومن أجل تحقيق أهدافهم، قام الصهاينة بتأسيس مؤسسة تُعرف باسم الماسونية العالمية، وقد تلبّست بمظهر الإنسانية والإخاء العالمي، لذلك انضم إليها في البداية بعض العناصر العربية والأجنبية الوطنية، لكنهم انسحبوا منها، بعد أن تبين لهم إنها منظمة إجرامية عالمية تخدم مصالح الصهيونية في كل مكان في العالم.
الماسونية أو «البناؤون الأحرار»، منظمة تتصف بالسرية البالغة، والغموض الشديد، ومن أهم أهدافها، محاربة كل الأديان السماوية، ورمزها الأشهر هو تعامد المسطرة الهندسية مع الفرجار، وبينهما نجمة داود. ويعني الرمز اتحاد الكهنوت رجال الدين، أي السماء، مع رجال الدولة، أي الأرض، من أجل خدمة المنظمة الصهيونية وتحقيق أهدافها، ويوجد في الرمز حرف جي بالإنكليزية، ويقال إنه ربما يعني أول حرف من كلمة الله، أو يعني أول حرف من كلمة هندسة، وأيضا توجد عين في كل شعاراتهم، ويُقال انها ترمز إلى الشيطان أو إلى القائد المسيح الدجال.
ومن الناحية التنظيمية لهذه المؤسسة، فإن الهيكل التنظيمي غاية في السرية، ويوجد العديد من الهيئات الإدارية فيها، ولها ارتباط مع بعضها البعض.
وفي العام 1723 قام جيمس اندرسون بكتابة دستور الماسونية، ثم قام بنجامين فرانكلين من بعده بإعادة كتابة الدستور الماسوني في 1734، بعد انتخابه زعيماً للمنظمة الماسونية.
وفي ذلك الدستور يأتي على ذكر تاريخ الماسونية منذ عهد نوح، وفيه وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبع باعتبارها إنجازاً لعلم الهندسة، كما يحتوي دستورهم على أغنيات يجب أن ينشدها الأعضاء عند عقد اللقاءات، واحدة منها تلك التي غناها الوفد الصهيوني في الخليج بصحبة تجار خليجيين.
ويوجد نص في دستورهم يقول: «لا يمكن أن يكون الماسوني ملحدًا أحمق»، أي عليه أن يكون ملحدًا ذكيًا.
وفي 1815 أضاف المحفل الماسوني البريطاني نصاً واضحاً يسمح للعضو باعتناق أي دين يناسبه. وعام 1877 تم إجراء تعديلات أساسية على دستورهم بحيث لا يتطرق في شروط العضوية إلى دين معين، وإن كل عضو حر في اعتناق أي دين.
ومن شروط العضوية، أن يكون مقدم الطلب بالغاً، وبعض المقرات تحدد سن البلوغ 18 سنة، وبعضها 21 سنة، وأن يكون ذا سمعة حسنة، سليم العقل والبدن، وأن تتم تزكيته من قبل شخصيين ماسونيين، ويحمل لقباً جامعياً، أو من أصحاب النفوذ، ويجب على الراغب أن يُقدم طلباً للمحفل الفرعي التابع له في المنطقة التي يسكن فيها، ويتم قبول أو رفض الطلب في اقتراع بين الأعضاء، فإذا رفع العضو الورقة باللون الأبيض تعني القبول، والأسود تعني الرفض، ويمكن أن يكون صوت معارض واحد كافياً لرفض الطلب، ولم يسمح للنساء الانضمام إلى هذه المنظمة إلا في 1882 في فرنسا. ومنذ 1903 بدأت فروع أميركا يدخل في صفوفها بعض النساء، وبحلول 1922 أصبح يوجد 450 مقراً للسيدات الماسونيات في العالم.
وهناك مراتب عدة في الهيكل التنظيمي، مثل مرتبة المبتدئ، الذي عليه أن يؤدي قسَم العضوية وهو معصوب العينين ويلبس رداء خاصاً. ومرتبة أهل الصنعة، وتعني أن العضو وصل إلى سن الرشد، ويستطيع تحمّل المسؤولية، وعليه أن يصعد سلماً ينتهي إلى وسط الهيكل (أي هيكل سليمان)، كرمز للتطور في فهم مبادئ الماسونية، ويتعرف في هذه المرتبة على حقيقة معاني ورموز الطقوس الماسونية. وأخيراً مرتبة الخبير، الذي يصبح العضو في محل استشارة، كما توجد مراتب رقمية مثل مرتبة 33 التي تعني درجة فخرية، ومرتبة رقم 14.
وتوجد للماسونية محافل في كل بقاع الأرض، أول محفل في بريطانيا في العام 1717، ويليه المحفل الماسوني في فرنسا عام 1877، وأيضاً في مصر وتأسس حديثا في 2007، ولديهم مقرات عظمى في بريطانيا واسكتلندا وايرلندا وأميركا، ومقرات صغرى في كل بقاع الأرض. وأنشئت لهم مؤسسات علنية وسرية تابعة لهم، ظاهرها خيري وباطنها ماسوني، مثل منظمة سكوتش رايت، ونادي الليونز، ومعناه حراس الهيكل، إشارة إلى الهدف الماسوني الأكبر، ألا وهو بناء هيكل سليمان، ونادي روتاري الذي تأسس 1905 في أميركا.
ويرى المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، أن الماسونية ذات أهداف سياسية عالمية، ولها أصابع ظاهرة وخفية في غالبية الانقلابات والحروب السياسية والعسكرية، بهدف نشر الموت والدمار.
عدد المشاهدات: 3