الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية والمجاعة تصل الي مستويات صعبة

الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية والمجاعة تصل الي مستويات صعبة

طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية 

تواجه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتفاقم المجاعة وتتسارع وتيرة الإبادة الجماعية بحق المدنيين، وسط تقاعس دولي عن اتخاذ إجراءات فعّالة لوقف هذه المأساة. 

المجاعة: خطر شامل يهدد سكان غزة

وفقًا لتقرير صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) في 12 مايو 2025، فإن 93% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي. من بين هؤلاء، يعيش 244,000 شخص في ظروف “كارثية”، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 470,000 بحلول سبتمبر المقبل. كما يُتوقع أن يعاني أكثر من مليون شخص من مستويات “طارئة” من انعدام الأمن الغذائي.  

هذا التدهور السريع في الوضع الغذائي يأتي بعد تشديد إسرائيل حصارها على غزة منذ مارس 2025، مما أدى إلى تقليص حاد في دخول المساعدات الإنسانية. على الرغم من إعلان إسرائيل عن خطط جديدة لتسليم المساعدات، إلا أن التقرير يشير إلى أن هذه الخطط غير كافية وتواجه عقبات لوجستية كبيرة

الإبادة الجماعية: توثيق دولي للجرائم

أصدرت منظمة العفو الدولية في ديسمبر 2024 تقريرًا يؤكد ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية في غزة، من خلال قتل المدنيين وإلحاق أذى بدني ونفسي بهم، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وفرض ظروف معيشية تهدف إلى تدمير السكان تدريجيًا.  

كما أكدت لجنة أممية خاصة في نوفمبر 2024 أن أساليب إسرائيل في الحرب على غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية، بما في ذلك استخدام التجويع كأداة حرب، وفرض عقاب جماعي على السكان الفلسطينيين.  

تدمير ممنهج للبنية التحتية والاقتصاد

أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والزراعية. تشير تقارير إلى أن أكثر من 67% من الأراضي الزراعية تضررت، وتم تدمير أكثر من 52% من الآبار الزراعية، مما أدى إلى شلل في إنتاج الغذاء.  

كما قُدّرت الخسائر الاقتصادية المباشرة بحوالي 33 مليار دولار، مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 80% والفقر إلى 100%، وفقًا لتقارير أممية.  

وفيات الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية

سُجّلت عشرات الوفيات بين الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، مع تقارير تشير إلى وفاة 34 طفلًا حتى يونيو 2024. وأكد خبراء أمميون أن هذه الوفيات دليل على انتشار المجاعة في جميع أنحاء غزة، وأن حملة التجويع المتعمدة التي تقوم بها إسرائيل تشكل شكلًا من أشكال عنف الإبادة الجماعية.  

دعوات دولية لوقف المأساة

دعت مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدة أن ما يحدث يتم بموافقة العالم، كما حدث في مجازر سابقة مثل سربرنيتسا ورواندا.  

في ظل هذه الظروف الكارثية، تتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار الفوري، ورفع الحصار عن غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.