الذكاء الاصطناعي يغيّر خارطة الوظائف في العالم العربي: مهن تختفي وأخرى تولد
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
يشهد سوق العمل العربي تحوّلًا جذريًا تحت تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت أنماط جديدة من الوظائف بالظهور، في وقت تتلاشى فيه تدريجيًا وظائف تقليدية طالما كانت ركيزة لاقتصادات المنطقة. مع تزايد اعتماد الشركات والمؤسسات في الشرق الأوسط على حلول الذكاء الاصطناعي، تتسارع وتيرة التغيير في بيئة العمل، ما يتطلب استعدادًا شاملاً على المستوى التعليمي والسياسي والاجتماعي.
الذكاء الاصطناعي: تهديد أم فرصة للوظائف في المنطقة العربية؟
وفقًا لخبراء تحدثوا إلى “إرم بزنس”، فإن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تهديد الوظائف فحسب، بل يسهم أيضًا في خلق وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة في مجالات مثل البرمجة، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، وتطوير النماذج الذكية. ومن المتوقع أن تصبح هذه المهارات من أساسيات سوق العمل خلال السنوات المقبلة.
وظائف مهددة بالزوال مع تصاعد الأتمتة
من أبرز الوظائف التي تواجه خطر الاختفاء:
موظفو مراكز الاتصال وخدمة العملاء
المحاسبون القائمون على المهام الروتينية
المترجمون للغات الشائعة
محررو المحتوى الإخباري القصير
السبب الرئيسي هو اعتماد المؤسسات على أدوات ذكية تؤدي هذه المهام بكفاءة وسرعة أعلى وبتكلفة أقل.
وظائف جديدة يفرضها عصر الذكاء الاصطناعي
في المقابل، ظهرت وظائف جديدة في الاقتصاد الرقمي، منها:
مطورو الأنظمة الذكية والخوارزميات
محللو البيانات الضخمة
مدربو الروبوتات اللغوية
مختصو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
خبراء الأمن السيبراني
هذه المهن تتطلب مهارات متقدمة في التحليل والبرمجة والتفكير النقدي.
تحذيرات من فجوة رقمية عربية
الدكتور قاسم الردايدة، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة اليرموك، أكد أن الدول التي لا تواكب هذا التحول الرقمي قد تواجه ارتفاعًا في معدلات البطالة، مشيرًا إلى أن بعض القطاعات مثل النقل والطب بدأت تشهد تطبيقات فعلية للذكاء الاصطناعي قد تقلل من الاعتماد على العنصر البشري.
استراتيجيات عربية لمواكبة التحول
الإمارات: أنشأت وزارة للذكاء الاصطناعي وأطلقت مبادرة لتدريب مليون شاب على البرمجة.
السعودية: أطلقت استراتيجية وطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
الأردن: دمج التفكير الحاسوبي في المناهج التعليمية.
قطر: أنشأت مراكز أبحاث بالشراكة مع جامعات دولية.
مستقبل سوق العمل العربي.. بين التحدي والفرصة
بحسب حسام الحوراني، مدير التعليم والذكاء الاصطناعي في شركة “أورانج”، فإن الذكاء الاصطناعي قد يضيف أكثر من 500 مليار دولار إلى الناتج المحلي في المنطقة بحلول عام 2030، لكنه في الوقت نفسه يهدد نحو 30% من الوظائف الحالية. وأكد على ضرورة إعادة تصميم المناهج التعليمية والتركيز على مهارات المستقبل، مثل تحليل البيانات والبرمجة والتفكير التحليلي.
خلاصة:
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم المشهد المهني في العالم العربي. وبينما يهدد وظائف تقليدية، يفتح الباب أمام فرص جديدة تتطلب مهارات رقمية متقدمة. الاستعداد لهذا التحول بات ضرورة استراتيجية لضمان استدامة النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية في ظل عالم سريع التغير.
عدد المشاهدات: 1