أزمة تجسس تفجر توتراً دبلوماسياً بين أوكرانيا والمجر: تبادل طرد دبلوماسيين وتصعيد متبادل
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
في تصعيد جديد للتوترات السياسية بين كييف وبودابست، أعلنت أوكرانيا والمجر يوم الجمعة عن طرد دبلوماسيين من كلا الجانبين، على خلفية اتهامات متبادلة بالتورط في أنشطة تجسس.
أوكرانيا تكشف شبكة تجسس مجرية
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن بلاده قررت طرد دبلوماسيين مجريين خلال 48 ساعة، بعد إعلان جهاز الأمن الأوكراني كشف “شبكة تجسس” يُزعم أن المخابرات المجرية أدارتها داخل الأراضي الأوكرانية.
وأوضح بيان صادر عن جهاز الأمن أن التحقيقات أدت إلى اعتقال شخصين يُشتبه بتجنيدهما من قبل عميل في الاستخبارات العسكرية المجرية. وأشار البيان إلى أن المتهمين – وهما عنصران سابقان في الجيش الأوكراني – كانوا مكلفين بجمع معلومات سرية حول بطاريات الدفاع الجوي وقدرات عسكرية أخرى، خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد.
وتعتبر هذه الحادثة – وفق السلطات الأوكرانية – سابقة هي الأولى من نوعها التي يتم فيها تفكيك خلية تجسس تابعة للمجر تعمل ضد المصالح الأوكرانية.
المجر ترد وتتحدث عن “دعاية أوكرانية”
من جهته، نفى وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو الاتهامات، واصفاً إياها بأنها “جزء من دعاية أوكرانية ممنهجة”. وردّت بودابست بخطوة مماثلة، تمثلت بطرد دبلوماسيين أوكرانيين من أراضيها.
وأشار سيارتو إلى أن بلاده لم تتلقَ أي معلومات رسمية تؤكد مزاعم كييف، داعياً إلى عدم الانجرار وراء ما وصفه بـ”التضليل الإعلامي”، ومؤكداً أن أي معلومات موثوقة ستتم معالجتها عبر القنوات الدبلوماسية المعتمدة.
توتر متصاعد في علاقات متأزمة
تأتي هذه التطورات في ظل علاقات متوترة بين الدولتين الجارتين، حيث تتهم أوكرانيا الحكومة المجرية بتقويض وحدتها الداخلية من خلال دعم الأقليات المجرية داخل أراضيها، التي يُقدر عددها بنحو 150 ألف شخص.
كما تثير سياسة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قلق كييف، خاصة بسبب موقفه المتحفظ تجاه الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، وعلاقاته المستمرة مع موسكو وسط الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 2022.
خلفية سياسية معقدة
المجر عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وهما كتلتان تدعمان أوكرانيا بشكل مباشر في حربها ضد روسيا. ومع ذلك، تبقى بودابست من أكثر العواصم الأوروبية انفتاحاً على الحوار مع الكرملين، ما يعقّد المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
عدد المشاهدات: 1