قفزة غير مسبوقة في مبيعات “TSMC” بعد تسارع الطلب قبل فرض الرسوم الموردة الرئيسية لـ”أبل”
د.علي سرحان العرب نيوز اللندية
كما باعت “إنفيديا” رقائق بقيمة 11.6 مليار دولار أميركي خلال أبريل.
سجلت شركة “تايوان سيمي كوندكتور مانوفكتشورينغ” (TSMC) ارتفاعاً بنسبة 48% في إيراداتها خلال شهر أبريل، وسط اندفاع شركات الإلكترونيات لشراء المكونات الأساسية قبل دخول الرسوم الجمركية العالمية حيز التنفيذ.
أعلنت الشركة، التي تُعد المورد الرئيسي لشركتي “أبل” و”إنفيديا”، أن مبيعاتها الشهرية بلغت 349.6 مليار دولار تايواني (ما يعادل 11.6 مليار دولار أميركي)، متجاوزة متوسط توقعات المحللين الذين رجحوا ارتفاعاً بنسبة 38% في إيرادات الربع الثاني.
تأثير الحرب التجارية
تسببت الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دفع الاقتصاديين إلى إعادة النظر في توقعات الناتج المحلي الإجمالي عالمياً، ما ألقى بظلال من الشك على مستقبل الطلب على أجهزة “آيفون”، ومراكز البيانات، والبنية التحتية للحوسبة.
مع ذلك، أكدت “TSMC”، التي تُعد مؤشراً رئيسياً للإنفاق التكنولوجي العالمي نظراً لدورها المحوري في سلاسل التوريد، أن الطلب لا يزال قوياً، لا سيما على رقائق “إنفيديا” المتقدمة المستخدمة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لكن ارتفاع سعر صرف الدولار التايواني مؤخراً قد يُشكّل ضغطاً على هوامش أرباح الشركة، نظراً لأن معظم أعمالها تُجرى بالدولار الأميركي. وأشارت “TSMC” إلى أن كل ارتفاع بنسبة 1% في سعر صرف العملة المحلية يؤدي إلى تآكل هامش التشغيل بنسبة 0.4 نقطة مئوية.
تخفيف قيود الرقائق الأميركية
في إطار جهودها لمراجعة القيود التي تلقى معارضة كبيرة على تجارة أشباه الموصلات عالمياً، قررت إدارة دونالد ترمب التراجع عن بعض القيود المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والتي تم فرضها في عهد بايدن.
من شأن هذا القرار أن يمنح “TSMC” دفعة قصيرة الأجل، لا سيما أنها تحقق نحو 20% من إيراداتها من إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي. إلا أن الإدارة الأميركية تعكف على إعداد نسخة جديدة من هذه القواعد، ويُتوقع أن تركز فيها على التفاوض المباشر مع الدول المعنية.
رأي “بلومبرغ إنتليجنس”
كتب المحلل تشارلز شوم: “خطة إدارة ترمب للتراجع عن قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي التي وُضعت في عهد بايدن تفتح نافذة مؤقتة لشحن كميات أوسع من تلك الرقائق، وهو ما يعود بالفائدة مباشرة على (TSMC) التي تحقق 20% من مبيعاتها من هذا القطاع. لكن على المدى الطويل، تلوح في الأفق ضبابية كبيرة مع اقتراب فرض قيود تصدير جديدة وأشد صرامة، تهدف إلى منع وصول الصين غير المباشر إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المصممة في الولايات المتحدة”.
وعلي صعيد آخر صرح موريس تشانغ، مؤسس شركة “تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورينغ” (TSMC)، أن شركته تستعد لمواجهة تحديات “شديدة” ستؤثر على قدرتها على تحقيق النمو، وسط سعي الولايات المتحدة للتحكم في تدفق الرقائق الإلكترونية المتطورة إلى الصين.
وأشار تشانغ، في فعالية للشركة بمدينة هسينشو اليوم السبت، إلى أن “تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورينغ” أصبحت مركزاً تتنافس القوى الكبرى لضمان تأمينه”، معززاً مفهوماً سبق وأن طرحه في 2019. وأضاف أن “التجارة الحرة لصناعة أشباه الموصلات، خاصة الأكثر تقدماً، قد انتهت”، و”التحدي الآن هو كيفية مواصلة دفع عجلة النمو في ظل هذا الوضع”.
عدد المشاهدات: 0