استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة والمجاعة الكارثية
طارق حمدية_العرب نيوز اللندنية
تشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 حربًا غير مسبوقة وصفها العديد من الخبراء والمراقبين الدوليين بأنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، حيث شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية مدمّرة ضد قطاع غزة، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وأدت إلى تدمير البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، وسط حصار خانق تسبب في مجاعة كارثية تهدد حياة مئات الآلاف من السكان.
الخسائر البشرية والمعاناة الإنسانية
بحسب تقارير وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء تجاوز 53000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 120,000 جريح. كما تشير التقارير إلى فقدان الآلاف تحت الأنقاض، وسط استمرار القصف وانهيار فرق الإنقاذ.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية وتقارير شهود العيان أن أحياء بأكملها قد سُوّيت بالأرض، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والمنازل. وقد استخدمت القوات الإسرائيلية في عملياتها أسلحة محرّمة دوليًا، وفقًا لما ذكرته تقارير حقوقية صادرة عن منظمات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
المجاعة والكارثة الصحية
فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً على غزة، ومنعت دخول المواد الغذائية، والمياه، والوقود، والمساعدات الطبية، ما أدى إلى انهيار النظام الصحي وانتشار المجاعة. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن غزة تواجه “انهيارًا كاملاً في النظام الصحي”.
حالات الوفاة بسبب الجوع والجفاف سُجلت بالفعل، لا سيما بين الأطفال، وكبار السن، والمرضى. ويشير العاملون في المجال الإنساني إلى أن المجاعة تُستخدم كسلاح حرب، عبر منع وصول الإغاثة الإنسانية بشكل منهجي.
ردود الفعل الدولية
رغم الغضب الشعبي الواسع والمظاهرات في العواصم العالمية، فقد فشلت حتى الآن الجهود الدبلوماسية في وقف العدوان. استخدمت الولايات المتحدة مرارًا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف إطلاق النار، ما أثار انتقادات شديدة من المجتمع الدولي.
محكمة العدل الدولية تنظر حاليًا في دعوى رفعتها جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، وقد وجّهت المحكمة تحذيرات لإسرائيل بضرورة اتخاذ خطوات فورية لوقف المجازر.
شهادات من الداخل
وبحسب ضباط الاسعاف والطواريء الذين أكدو ان مايروه في غزة هو جحيم حقيقي. ينتشلون الأطفال من تحت الركام، ولا يجدون مستشفيات لعلاجهم، ولا طعامًا لإطعامهم. العالم يتفرج ونحن نحتضر”.
مع استمرار القصف، واستفحال المجاعة، وتردي الوضع الإنساني، يقف العالم أمام اختبار حقيقي لقيمه ومبادئه. غزة، المحاصرة والمنكوبة، تصرخ طلبًا للنجدة، وتنتظر تحركًا فعليًا من المجتمع الدولي لإنهاء هذه الكارثة التاريخية التي باتت تُوصَف بأفظع جريمة في القرن الحادي والعشرين.
عدد المشاهدات: 0