سوريا تجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع بين الطرفين
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عن قيام سوريا بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء دوليين، وذلك في محاولة لتهدئة التصعيد العسكري بين البلدين بعد موجة الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية.
تفاصيل المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل
جاء إعلان الرئيس الشرع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث أوضح أن هذه المفاوضات تهدف إلى منع تصاعد التوتر إلى مستوى يصعب السيطرة عليه من كلا الجانبين.
وأضاف الشرع: “هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص التوتر، حتى لا تتفاقم الأمور إلى حد يفقد فيه الطرفان السيطرة على الموقف”. ولم يكشف عن هوية الوسطاء المشاركين في هذه المباحثات، لكنه أشار إلى أن الجهود الدولية تلعب دوراً في احتواء الأزمة.
خلفية التصعيد العسكري بين سوريا وإسرائيل
شهدت الأشهر الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الغارات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث استهدفت هذه الضربات مواقع عسكرية وميليشيات موالية لإيران، وفقاً لتقارير إعلامية. وقد نفت دماج في أكثر من مناسبة وجود قوات إيرانية مقاتلة على أراضيها، لكن إسرائيل تؤكد أن وجود الميليشيات المدعومة من طهران يشكل تهديداً لأمنها.
من جهتها، تتهم سوريا إسرائيل بانتهاك سيادتها وتأجيج الصراع في المنطقة، بينما تبرر تل أبيب عملياتها بأنها دفاعية تهدف إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان، وإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا.
ردود الفعل الدولية على المفاوضات السورية الإسرائيلية
لم يعلق الجانب الإسرائيلي رسمياً على تصريحات الرئيس الشرع، لكن مصادر دبلوماسية تشير إلى أن هناك جهوداً خلف الكواليس لاحتواء التوتر بين البلدين. كما أبدت فرنسا اهتماماً بتحقيق استقرار في المنطقة، حيث أكد الرئيس ماكرون خلال المؤتمر الصحافي دعم بلاده للحلول الدبلوماسية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط، حيث تشهد المنطقة توترات متعددة تشمل الملف النووي الإيراني والأزمة اللبنانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مستقبل العلاقات السورية الإسرائيلية
رغم أن العلاقات بين دماج وتل أبيب ظلت متوترة لعقود، إلا أن أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة قد يمهد الطريق لخفض التصعيد العسكري، وربما فتح قنوات اتصال أوسع في المستقبل. ومع ذلك، يبقى تحقيق تقدم ملموس رهناً بتوفر إرادة سياسية من الطرفين، وضمانات دولية تدعم عملية السلام في المنطقة.
عدد المشاهدات: 0