رفض مخطط أمريكا لوجود قاعدة عسكرية أمريكية في تيران وصنافير..
د.علي سرحان العرب نيوز اللندنية
وردت أنباء مسربة من مصادر مطلعة حول رغبة ترامب خلال زيارته للمنطقة الشهر المقبل
في إقامة قاعدة عسكرية على جزيرتي تيران وصنافير المطلتين على شرم الشيخ بالبحر الأحمر.
وعلي أثر ذلك هناك رفض مصري قاطع في هذا الشأن لما تمثله من تهديد صريح للجانب المصري لصالح إسرائيل.
ومن جانب آخر تحاول أمريكا الضغط على الجانب المصري والذي بدأته بتخفيض المساعدات العسكرية السنوية البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار
إثر الخلافات حول تهجير مواطني غزة إلى سيناء،
و ما أسفرت عنه القمة العربية التي استضافتها مصر وقادت خلالها عملية الرفض القاطع لكل التوجهات التي تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وهو ما لم يعجب واشنطن.
إن ترامب يقود ملف تهجير أهالي غزة بدعما أمريكياً واسعاً لإسرائيل، للضغط بكل الطرق لتغيير الموقف الحالي لمصر.
وأوضح عبدالناصر أن التطورات الأخيرة في
المنطقة والتي يسعى فيها ترامب للتهدئة، سواء في سوريا من خلال تركيا أو في السودان من خلال المملكة السعودية، وقبل ذلك في لبنان من خلال عواصم عديدة إقليمية ودولية،
عبر تحولات وتحالفات جديدة، تجعل من إسرائيل هي القوة الوحيدة التي من حقها التصعيد
في حين تلتزم باقي القوى الأخرى بالصمت، مدللا بالتقارب الإيراني
السعودي الأمريكي، في محاولة لوأد القضية الفلسطينية عبر إيجاد مصالح جديدة الأطراف المتنازعة بالمنطقة.
وبحسب أحد المسؤولين فإن الهدف من القاعدة هو أن يتولى الجيش الأمريكي تأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن “مشبوهة”
يُحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضي اللبنانية خاصة تلك القادمة من إيران.
وتبقى المسألة الأكثر إلحاحًا على أجندة الولايات المتحدة هي التهديد الذي تشكله جماعة أنصار الله اليمنية “.
فمنذ نوفمبر 2023 استهدفت الجماعة على الأقل 100 سفينة تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والزوارق.
دعم الخرق الصهيوني
ودائما ما يردد رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو بشكل شبه يومي جملة (تغيير وجه المنطقة أو تغيير خريطة الشرق الأوسط)
فإن الأمر لا يتعلق أبداً بقطاع غزة، أو حتى الضفة الغربية أو استمرار الوجود في الجنوب اللبناني، خرقاً لاتفاق وقف القتال، أو احتلال جبل الشيخ في سوريا
خرقاً لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974 أو حتى ضم شرق القدس بفلسطين وهضبة الجولان بسوريا،
بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو إقامة مزيد من المستعمرات، وجرائم الاغتيال بالداخل والخارج الفلسطيني
لأننا أمام ممارسات يومية صهيونية اعتادتها المنطقة
على مدى 76 عاماً، وكان لابد من تواجد الشريك الأكبر لإسرائيل ترامب ليحمي ذلك الجنون والخرق
بتواجد أكبر في مكان أكثر ثقلا في المنطقة وفي قلب أقوى القوى التي
من الممكن أن تهدد إسرائيل في المستقبل عبر بناء قاعدة عسكرية في تيران وصنافير.
تغيير المنطقة لا يمكن أن يمر دون تركيع مصر
المخطط الصهيوني، أو تغيير وجه المنطقة،
لا يمكن أبداً أن يمر إلا من خلال تركيع مصر، بهدف إدخال المواد الغذائية والطبية للأشقاء الفلسطينيين
كما لم تحاول الاعتراض على احتلال معبر صلاح الدين الموازي للحدود، بالمخالفة لاتفاقية السلام الموقعة عام
1979 ولم تحاول النزول عند رغبة الشعب المصري بالتصدي للعدوان الإسرائيلي، ولو بوقف التبادل التجاري
أو بإغلاق الأجواء أمام الطائرات العسكرية والمدنية أو حتى بقطع
العلاقات وإغلاق السفارتين بالقاهرة وتل أبيب.
الموقف الرسمي الإسرائيلي، سياسياً وعسكرياً تجاه مصر أصبح معلناً، نقلاً عن صحيفة «إسرائيل هيوم» التي ذكرت أخيراً، أن تل أبيب
توجهت إلى كل من مصر والولايات المتحدة، بطلب إزالة بنى تحتية عسكرية، قالت إن الجيش المصري أقامها في سيناء، معتبرة أنها تشكل «خرقاً كبيراً» للملحق الأمني بالاتفاقية،
وأن وجود قوات عسكرية زائدة يمكن التغاضي عنه، إلا أن إقامة بنى تحتية عسكرية ثابتة،يعتبر تصعيداً كبيراً، في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن مسؤول وأن وجود قوات عسكرية زائدة يمكن التغاضي عنه، إلا أن إقامة بنى تحتية عسكرية ثابتة،يعتبر تصعيداً كبيراً، في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن مسؤول أمني كبير، أن إسرائيل
لن تتساهل مع الوضع الحالي، وأن الموضوع على رأس أولويات وزير الدفاع يسرائيل كاتس،وأنه لن يتم القبول بتغيير الترتيبات الأمنية على الحدود من طرف واحد.
وتجدر الإشارة إلى أن التصريحات الإسرائيلية، خصوصاً
من الوزراء المتطرفين في الحكومة أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تحمّل مصر المسؤولية عن عملية طوفان الأقصى، بزعم أن إمدادات المقاومة الفلسطينية بالذخيرة، يمر
عبر مصر، وتصريحات أخرى تحذر من عمليات التسليح المصرية المتنوعة في السنوات الأخيرة وهو ما دعا خبراء واستراتيجيون يطالبون بإعداد خطة استباقية، سياسية وعسكرية، لـ(ردع مصر)، لذلك قد تكون بناء قاعدة أمريكية في إيران وصنافير أمر صعب علي مصر.
عدد المشاهدات: 9