الآثار الإيجابية والسلبية للألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
كشفت دراسة حديثة أجراها معهد الإنترنت في جامعة أكسفورد عن ثلاثة عشر مسارًا مختلفًا تؤثر من خلالها الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. وتهدف الدراسة إلى تقديم إطار علمي يساعد في توجيه الأبحاث المستقبلية، وفهم تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة العقلية بشكل أكثر دقة.
تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية
أشارت الدراسة إلى أن الألعاب الإلكترونية أصبحت من أكثر وسائل الترفيه انتشارًا في العالم، لكن الأبحاث العلمية ما زالت تفتقر إلى منهجية واضحة لتقييم آثارها النفسية. ولهذا، قام الباحثون بتحديد مجموعة من العوامل التي يمكن أن تؤثر في الصحة النفسية للاعبين، مثل تقليل التوتر، وتحسين المهارات المعرفية، أو على العكس، زيادة العزلة الاجتماعية وتعزيز السلوك العدواني.
الآثار الإيجابية للألعاب الإلكترونية
1. تخفيف التوتر والضغط النفسي: توفر الألعاب الإلكترونية وسيلة للهروب المؤقت من ضغوط الحياة اليومية، مما يساعد في تحسين المزاج.
2. تعزيز المهارات العقلية: بعض الألعاب تحسن الذاكرة، وزيادة التركيز، وتنمية القدرة على حل المشكلات.
3. إشباع الاحتياجات النفسية: يمكن أن تساعد الألعاب في تحقيق الشعور بالإنجاز (الإتقان)، والاستقلالية، والتواصل الاجتماعي عند اللعب مع الأصدقاء.
4. تقوية الروابط الاجتماعية: اللعب الجماعي، خاصة مع المعارف، يعزز الشعور بالانتماء ويقلل من الوحدة.
الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية
1. الإدمان والاعتماد المفرط: الاعتماد على الألعاب كوسيلة وحيدة للهروب من الواقع قد يؤدي إلى صعوبات في تنظيم المشاعر على المدى الطويل.
2. العزلة الاجتماعية: على الرغم من أن بعض الألعاب تعزز التواصل، إلا أن اللعب المفرط مع غرباء أو دون تفاعل حقيقي قد يزيد الشعور بالوحدة.
3. زيادة العدوانية: بعض الألعاب ذات المحتوى العنيف قد تعزز السلوك العدواني أو المواقف السلبية تجاه الآخرين، مثل التنمر أو التمييز الجنسي.
4. الإحباط والفشل: عندما يفشل اللاعب في تحقيق أهداف اللعبة، قد يشعر بالإحباط، مما يؤثر سلبًا على ثقته بنفسه.
رؤية الباحثين
أكد البروفيسور أندرو بريزيبيلسكي، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية ليس أحاديًا، بل يعتمد على عدة عوامل، مثل نوع اللعبة، وشخصية اللاعب، والبيئة الاجتماعية المحيطة. وأشار إلى أن هذا الإطار العلمي يساعد في فهم أفضل لتأثير الألعاب، بعيدًا عن التضاريس الإعلامية.
من جانبه، أوضح الباحث نيك بالو أن الدراسة اعتمدت على تحليل العلاقات السببية بين الألعاب والصحة النفسية، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في تجربة اللاعب.
تُظهر الدراسة أن للألعاب الإلكترونية تأثيرات متعددة على الصحة النفسية، بعضها إيجابي والآخر سلبي. ولذلك، ينصح الباحثون بالاعتدال في استخدامها، واختيار الألعاب المناسبة التي تعزز المهارات الاجتماعية والعقلية، مع تجنب تلك التي قد تؤدي إلى العزلة أو العدوانية. كما يؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم هذه الآثار بشكل أعمق، مما يسهم في تعزيز الرفاهية الرقمية للاعبين حول العالم.
عدد المشاهدات: 8