الأسواق العالمية تتفاعل مع تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي وأداء اقتصادي قوي في أوروبا
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
شهدت الأسواق العالمية أداءً متباينًا يوم الأربعاء، حيث ارتفعت المؤشرات الأوروبية مدعومة بنمو اقتصادي أفضل من المتوقع في منطقة اليورو، بينما تراجعت المؤشرات الأمريكية عقب بيانات مخيبة للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الأول من العام.
تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي يثير مخاوف الأسواق
أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% على أساس سنوي، في مفاجأة سلبية للأسواق التي كانت تتوقع نموًا طفيفًا بنسبة 0.4%. ويُعد هذا أول تراجع فصلي منذ عام 2022، متأثرًا بارتفاع الواردات وانخفاض الإنفاق الحكومي الفيدرالي.
وصرح ألكسندر باراديز، رئيس قسم تحليل الأسواق في “آي جي فرنسا”، بأن هذه النتائج أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين، خاصة مع تزايد مخاوف الركود التضخمي، مما يضع الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب بين مكافحة التضخم ودعم النمو.
كما أشار كريستوفر بوشيه، مدير الاستثمارات في “إيه بي إن آمرو”، إلى أن تقلبات ثقة المستهلكين في ظل السياسات الاقتصادية غير المستقرة قد تزيد الضغط على الاستهلاك، الذي يمثل حوالي ثلثي الاقتصاد الأمريكي.
الصمود الأوروبي في مواجهة التحديات العالمية
على الجانب الآخر، أنهت البورصات الأوروبية جلسة الأربعاء على ارتفاع، حيث صعد مؤشر باريس 0.50%، وفرانكفورت 0.32%، ولندن 0.37%، مدعومة بنمو الناتج المحلي لمنطقة اليورو بنسبة 0.4% في الربع الأول، متفوقًا على التوقعات التي كانت تشير إلى 0.2%.
وأوضح باراديز أن الأداء القوي للاقتصاد الأوروبي ساعد في تقليل تأثر الأسواق بالبيانات الأمريكية السلبية، مما عزز ثقة المستثمرين الدوليين في المنطقة كوجهة استثمارية مستقرة.
تباطؤ التضخم الأمريكي وأداء ضعيف لأسهم ستاربكس
في بيانات أخرى، أظهر مؤشر “بي سي إي” تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.3% سنويًا في مارس، متوافقًا مع توقعات المحللين.
من ناحية أخرى، تراجعت أسهم “ستاربكس” بنسبة 7.55% في بورصة نيويورك بعد إعلانها عن نتائج مالية مخيبة للآمال للربع الثاني من عامها المالي، رغم تأكيد الشركة على تحقيق تقدم في خطتها الاستراتيجية.
خلاصة التطورات الاقتصادية
– الولايات المتحدة: انكماش الناتج المحلي بنسبة 0.3% وتباطؤ التضخم إلى 2.3%.
– أوروبا: نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4%، متفوقًا على التوقعات.
– الأسواق: تراجع المؤشرات الأمريكية مقابل صعود البورصات الأوروبية.
يظل الاقتصاد العالمي في مرحلة تحفها التحديات، مع تركيز المستثمرين على السياسات النقدية والاقتصادية في الأشهر المقبلة.
عدد المشاهدات: 9