السيارات الكهربائية ومواكبة العالم الحديث
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع والاهتمام العالمي بالاستدامة البيئية، أصبحت السيارات الكهربائية أحد أبرز ركائز المستقبل في قطاع النقل. فمع تزايد المخاوف حول التلوث وتغير المناخ، تتجه العديد من الدول والشركات نحو تعزيز استخدام المركبات الكهربائية كبديل نظيف وفعّال للسيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري.
التحول العالمي نحو الكهرباء
تشهد الأسواق العالمية نموًا كبيرًا في مبيعات السيارات الكهربائية، حيث تتصدر الصين وأوروبا والولايات المتحدة هذا التحول، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تشكل السيارات الكهربائية حوالي 30% من مبيعات السيارات الجديدة بحلول 2030، مدعومةً بسياسات حكومية تشجع على تبني الطاقة النظيفة، مثل الإعفاءات الضريبية ودعم بناء البنية التحتية لمحطات الشحن.
أبرز التحديات
على الرغم من المزايا البيئية والاقتصادية (مثل انخفاض تكلفة الصيانة والاعتماد على الطاقة المتجددة)، تواجه السيارات الكهربائية بعض التحديات، أبرزها:
– ارتفاع تكلفة الشراء مقارنةً بالسيارات التقليدية.
– نقص محطات الشحن في بعض الدول، خاصة النامية.
– محدودية المدى لبعض الموديلات مقارنةً بالسيارات التي تعمل بالبنزين.
الشركات الرائدة في السوق
تتنافس شركات السيارات الكبرى مثل تيسلا، فولكسفاجن، بي إم دبليو، ونيسان لتطوير سيارات كهربائية بأسعار تنافسية وتقنيات متطورة، مثل البطاريات عالية الكفاءة وأنظمة القيادة الذاتية. كما أعلنت بعض الدول (مثل النرويج والمملكة المتحدة) عن خطط لحظر بيع السيارات التقليدية بحلول 2030-2035.
الوضع العربي وفرص التطور
بدأت بعض الدول العربية، مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية والإمارات، في تبني خطط لتعزيز وجود السيارات الكهربائية عبر مشاريع مثل “نيوم” وبناء محطات شحن سريع. إلا أن الانتشار لا يزال محدودًا بسبب غياب الدعم الكافي في بعض الأسواق.
فالسيارات الكهربائية لم تعد رفاهية، بل ضرورة لمواكبة العالم الحديث وحماية البيئة. ومع تطور التكنولوجيا وانخفاض أسعار البطاريات، من المتوقع أن تصبح الخيار الأول للمستهلكين حول العالم في العقود المقبلة.
عدد المشاهدات: 2