حرب السودان تدخل عامها الثالث دون أفق لحل الأزمة
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
تدخل الجرب السودانية عامها الثالث دون أي مؤشرات على حلول تلوح في الأفق، حيث تتواصل الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية وتفاقم الانقسامات السياسية.
تصاعد عسكري وانقسام سياسي
رغم المحاولات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار، تشهد مناطق واسعة في دارفور والخرطوم وجنوب كردفان معارك عنيفة، مع انهيار متكرر للهدنات. وأظهرت تقارير ميدانية استخدام أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين ونزوح أكثر من 8 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة.
وتعثرت المفاوضات بسبب الخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش والسيطرة على الموارد الاستراتيجية، بينما تتهم أطراف خارجية بإطالة أمد الصراع عبر دعم الأطراف المتحاربة.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
حذرت منظمات دولية من أن السودان يواجه “أسوأ أزمة جوع في العالم”، مع تضرر أكثر من 25 مليون شخص، وانهيار النظام الصحي بنسبة 70%. وأفادت “منظمة الصحة العالمية” بانتشار الأوبئة بسبب نقص الأدوية وتدمير البنية التحتية.
تدخلات دولية محدودة التأثير
رغم عقد اجتماعات في جدة وجنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لم تنجح الضغوط الدولية في كسر الجمود. وفي الوقت نفسه، تتصاعد الانتهاكات المبلغ عنها، بما في ذلك جرائم ضد الإنسانية وفق تقارير “هيومن رايتس ووتش”.
مستقبل غامض
يشير محللون إلى أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى تقسيم السودان أو تحوله إلى “دولة فاشلة”، خاصة مع تصاعد النزعات الإقليمية وتشكيل حكومات موازية في مناطق دارفور وبعض الولايات.
وخلال هذا المشهد، يبقى المدنيون السودانيون هم الضحايا الرئيسيون، بينما يُعبر الكثيرون عن يأسهم من عجز المجتمع الدولي عن إنهاء واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم الأفريقي.
عدد المشاهدات: 4