مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. هل تقبل إسرائيل بوجود حماس؟
طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
في ظل تعثُّر المفاوضات بين الاحتلال وحركة حماس، تبرز ملامح مقترح جديد تم طرحه عبر الوساطة المصرية والقطرية، يتضمن هدنة طويلة الأمد تمتد لسنوات، مقابل إطلاق سراح المعتقلين الإسرائيليين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وفي تطور مهم، أعلنت حماس استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى كيان فلسطيني يتفق عليه، لكنها رفضت أي شروط تتضمن نزع سلاحها، مما أثار تساؤلات حول مستقبل غزة ومصير المقاومة المسلحة بعد الحرب.
رفض إسرائيلي وإصرار حماسي
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي اتفاقية تنص على إنهاء الحرب أو انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل دائم، وهو ما تعتبره حماس شرطًا أساسيًا لأي تفاهم.
من جانبه، قال المحلل الإسرائيلي موشيه إلعاد إن “إسرائيل لن تقبل بوجود حماس ككيان سياسي أو عسكري”، مؤكدًا أن نزع سلاح الحركة ومغادرتها لغزة شرطان غير قابلين للتفاوض من وجهة نظر حكومته.
بالمقابل، يرى المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني أن المقترح الحالي يمثل فرصة واقعية لوقف إطلاق النار، وقد يمهد الطريق مستقبلًا لتسوية سياسية تشمل نزع السلاح في حال قيام دولة فلسطينية. وأضاف أن “السلاح بالنسبة لحماس وسيلة دفاعية وليس غاية، ولن يتم التخلي عنه إلا في إطار حل شامل ينهي الاحتلال”.
ماذا يتضمن المقترح الجديد؟
بحسب الدجني، فإن بنود الاقتراح تشمل:
– تشكيل لجنة محايدة لإدارة غزة تضم شخصيات غير منتمية لحماس.
– هدنة طويلة الأمد قابلة للتمديد، قد تصل إلى سبع سنوات أو أكثر.
– انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية دون وجود مناطق عازلة.
– وقف العمليات العسكرية وفتح الباب أمام مشروع سياسي شامل.
محادثات القاهرة.. هل تنجح الوساطة؟
من المقرر أن يزور وفد من حماس القاهرة يوم الجمعة المقبل لمواصلة المناقشات حول هذا المقترح، وسط تقارير عن جهود أمريكية غير مباشرة بقيادة آدم بولر، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قدم عرضًا يشمل صفقة شاملة للأسرى وإعادة الإعمار وترتيبات الحكم في القطاع.
هل يمكن الجمع بين سلاح حماس وسلطة مدنية؟
بينما يرفض المحلل الإسرائيلي أي نموذج يشبه وضع حزب الله في لبنان، حيث تحتفظ الميلشيات بالسلاح خارج سيطرة الدولة، يرد الدجني بأن “غزة ليست جنوب لبنان، والمقارنة غير عادلة”، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيسي للأزمة، وأن أي حل دائم يجب أن يراعي الحقوق الفلسطينية، بما في ذلك حق المقاومة في ظل غياب دولة مستقلة.
يظل السؤال الأكبر: هل ستنجح الضغوط الإقليمية والدولية في إجبار الطرفين على قبول حل وسط، أم أن الحرب ستستمر حتى تحقيق أحد الجانبين نصرًا كاسحًا؟ المشهد في الأيام القادمة قد يحمل الإجابة.
عدد المشاهدات: 4