الذكاء الإصطناعي وباء وخطر داهم عقول الشباب وسبب الإصابة بـ”شلل الدماغ”
بقلم د. علي سرحان العرب نيوز اللندنية
يشير “الشلل الدماغ” إلى التدهور العقلي الناجم عن الإفراط في إستهلاك المحتوى التافه على الإنترنت.
تتزايد التحذيرات في الأوساط العلمية من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي بدأت تغزو العالم في السنوات الأخيرة، حيث خلص باحثون إلى إطلاق مصطلح “شلل أو تعفن الدماغ”، وذلك في إشارة إلى مشاكل عقلية قد يمر بها الإنسان بسبب الإدمان على استخدام هذه التقنيات الذكية، والتي تتفوق على القدرات البشرية.
وبحسب مقال نشره موقع “بي سايكولوجي توداي” الأميركي، حيث وصف هذا الوباء بأنه يرمز إلي “تعفن الدماغ” إلى تآكل مدى انتباهنا وإبداعنا والتفكير النقدي مع انجذابنا بشكل أعمق إلى دوامة فضائنا الإلكتروني المتوسعة.
وبشكل عام، يشير المصطلح إلى التدهور العقلي الناجم عن الإفراط في استهلاك المحتوى التافه على الإنترنت، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ينتشر استخدامه في سياق الإنتقاد الساخر من المحتوى منخفض القيمة، كما أنه يثير نقاشات جادة حول الأضرار المحتملة للتكنولوجيا على الصحة العقلية، وخاصة بين الأجيال الشابة.
الخطر الوجودي من الذكاء الاصطناعي العام هو الفرضية القائلة بأن التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي العام يمكن أن يؤدي إلى انقراض الإنسان أو كارثة عالمية أخرى لا رجعة فيها. تناقش إحدى الحجج التالي: يسيطر الجنس البشري حاليًا على الأنواع الأخرى لأن الدماغ البشري يمتلك قدرات مميزة تفتقر إليها الحيوانات الأخرى.
وتقول الدكتورة كورنيليا والثر، وهي خبيرة في الأمم المتحدة وأستاذة متخصصة في مجال الذكاء الإصطناعي بجامعة بنسلفانيا الأميركية، إن مصطلح “تعفن الدماغ” اختير باعتباره “كلمة العام”من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد في عام 2024 بناءً على تصويت 37 ألف شخص.
ويُجسّد هذا المصطلح ببراعة روح العصر السائدة المتمثلة في تصفح الإنترنت بشكل مُشوّه وتحميل المحتوى الرقمي الزائد، ما يؤدي إلى تراجع تدريجي في وظائفنا الإدراكية وصحتنا العقلية.
وتوضح والثر أن “هذا يُعدّ خطراً لا ينبغي تجاهله، بل معالجته قبل فوات الأوان، نتيجةً للاستهلاك المفرط لمحتوى إلكتروني مُخدّر للعقل أو رديء الجودة”.
وتضيف: “صُممت خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لإبقائنا مُنشغلين، وغالباً ما تقودنا إلى دوامة من المحتوى الذي لا يُقدّم قيمة تُذكر، ولكنه يستهلك الكثير من الوقت. وعلى وجه الخصوص، يُعدّ تصفح الأخبار السلبية باستمرار، وهو الاستهلاك القهري للأخبار السلبية، ضاراً للغاية، فالتدفق المستمر للعناوين الرئيسية المقلقة يُبقينا ملتصقين بشاشاتنا، مما يُفاقم القلق ويُستنزف طاقتنا العقلية”.
وتشير والثر الى أن التحول إلى العمل عن بُعد والتعلم الافتراضي أدى إلى مزيد من طمس الخطوط الفاصلة بين حياتنا الشخصية والمهنية، حيث أصبحت شاشاتنا الوسيلة الأساسية للإنتاجية والترفيه، مما يُصعّب علينا الانفصال عن الواقع وإعادة شحن طاقتنا، وهذا ما يؤدي إلى إرهاق ذهني مُعمّم وتراجع في القدرة على الانخراط بعمق في المهام أو الأفكار المُعقّدة.
وبحسب الخبيرة والثر فان برنامج المحادثة العالمي “تشات جي بي تي” يُحفّز هذا السيناريو من الجهد المعرفي الأدنى، ففي خضمّ تعدد المهام التي علينا القيام بها وميلنا البشري لأقل جهد، تُصبح فرصة تفريغ المهام المعرفية المُرهقة لمساعدينا الاصطناعيين المُتاحين دائماً، والذين يعملون بصبر، حقيقية.