القدس تتحول لنكسة عسكرية بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي
صفاء مصطفى
العرب نيوز اللندنية
تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم المسجد الأقصى المبارك ، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس السبت وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة فرضها الاحتلال في البلدة القديمة من القدس المحتلة
وحسب ما أفادت به مصادر فإن مجموعات كبيرة من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد الأقصى منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وذلك في إطار ما يعرف بطقوس “عيد الفصح” الذي يستمر حتى 20 أبريل الجاري.
ويأتي هذا الاقتحام تلبية لدعوات أطلقتها جماعات استيطانية متطرفة، تحث على إدخال قرابين إلى المسجد الأقصى وذبحها فيه، بزعم أن المكان هو موقع “الهيكل” المزعوم.
وتزامن ذلك مع إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث حولت البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وأغلقت العديد من الطرق والمداخل، وضيّقت على الفلسطينيين والمصلين المسلمين في محيط الحرم القدسي.
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانًا حذرت فيه من التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي يستهدف المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن الدعوات المتطرفة لذبح القرابين في باحاته تشكل خطوة إضافية نحو تقسيمه زمانيا تمهيدا لتقسيمه مكانيا.
وأكد البيان أن هذا التصعيد يأتي ضمن مخطط أوسع لضم القدس المحتلة وتهويد مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتغيير واقعها الديموغرافي والديني، وفصلها عن محيطها الفلسطيني.
كما أدانت الوزارة تحريض ما تُعرف بـ “منظمات جبل الهيكل” والجمعيات الاستيطانية، التي تدعو لحشد أعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحام المسجد وتنفيذ طقوس دينية يهودية داخله.
قال فراس الدبس المتحدث باسم دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى تتزايد بشكل لافت خلال الأعياد اليهودية، محذرًا من تداعيات خطيرة قد تنجم عن هذه الاعتداءات.
وأشار الدبس إلى أن الجماعات اليمينية المتطرفة تسعى في كل مناسبة دينية إلى استغلال الظرف لزيادة وتيرة الاقتحامات وأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة المكان واستفزازًا لمشاعر المسلمين.
وأضاف “من المتوقع أن تتصاعد هذه الاقتحامات حتى يوم الخميس المقبل في ظل تواطؤ واضح من الحكومة الإسرائيلية، التي تسمح لهذه الجماعات المتطرفة بمحاولة تغيير الواقع القائم داخل المسجد الأقصى”.
وشدد على ضرورة أن تبقى الأنظار والعدسات موجّهة إلى المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن التهديدات لم تعد موسمية، بل أصبحت ممنهجة ومستمرة، وتتطلب يقظة دائمة ومتابعة حثيثة من كل الجهات المعنية
وتأتي هذه التطورات في القدس في وقت يشهد فيه الضفة الغربية والقدس الشرقية تصعيدًا مستمرًا من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وسط استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة.
ووفق بيانات فلسطينية رسمية، فقد أسفرت الاعتداءات في الضفة منذ بداية الحرب على غزة عن استشهاد أكثر من 947 فلسطينيًا، وإصابة ما يقارب 7 آلاف آخرين.
تواصل إسرائيل فى قطاع غزة ارتكاب مجازر مروعة منذ السابع من أكتوبر، بدعم أمريكي غير محدود، مما أدى إلى سقوط أكثر من 166 ألف
فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.
تطالب مؤسسات فلسطينية ودولية المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المسجد الأقصى من محاولات التهويد والاقتحام المتكرر، والذي قد يؤدي إلى انفجار جديد في المنطقة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه السياسات الإسرائيلية، وخصوصًا في القدس، سيزيد من حالة التوتر والتصعيد، ويهدد بإشعال فتيل انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.